السيد حسن عبد الكريم نصر الله (1960 –2024م) هو الأمين العام الثالث لحزب الله منذ 16 فبراير 1992 حتى اغتياله في 27 سبتمبر 2024، وقد تولّى المنصب خلفًا للسيد عباس الموسوي الذي اغتالته إسرائيل في 16 فبراير 1992.
نشأته
ولد سماحة السيد حسن نصر الله(ره) يوم 31 آب/أغسطس سنة 1960 في حي الكرنتينا الفقير بالضواحي الشرقية لبيروت والذي يعود في أصوله إلى بلدة البازورية في جنوب لبنان. وكان الأكبر سناً بين 3 أشقاء و5 شقيقات.
حياته العلمية
نشأ حسن نصر الله في بيروت وأكمل تعليمه الابتدائي في مدرسة “الكفاح” وقسما من الـ"الثانوية التربوية" هناك. بعد اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975، انتقلت عائلته إلى البازورية مضطرة حيث أكمل دراسته الثانوية هناك.
أبدى منذ حداثته اهتماماً خاصاً بالدراسة الدينية متأثراً بالسيد موسى الصدر.‏‏ في عام 1976، التحق بالحوزة العلمية في النجف بمساعدة السيد محمد الغروي إمام مدينة صور بعد التعرف عليه خلال تواجده في جنوب لبنان. هناك، درس تحت إشراف السيد عباس الموسوي، حيث أنجز في عامين ما يستغرق عادة خمس سنوات.‏‏
أنهى السيد نصر الله عام 1978 درس “المقدّمات” بتفوق، وكان حريصاً على مواصلة طلب العلم بجد. ولكنه اضطر إلى مغادرة العراق متخفياً متوارياً عن أنظار النظام العراقي في حالة الجور والاضطهاد، فعاد إلى لبنان ليواصل دراسته في حوزة الإمام المنتظر في بعلبك. وهي المدرسة الدينية التي أسسها الشهيد السيد عباس الموسوي.
خلال سنتي 1989 و1990 هاجر السيد حسن نصر الله في مدينة قم المقدسّة في إيران، وقد ساهمت حوزة قم في صقل مكوّنه العلمي حيث حضر بحوث الخارج لبعض العلماء.
نشاطاته الجهادية والسياسية
بدأ عمله الجهادي منذ حداثة سنه وذلك عند اندلاع الحرب الأهلية في لبنان (نيسان 1975) حيث عادت عائلته إلى البازورية، وعلى الرغم من صغر سنه تم تعيينه مسؤولاً تنظيمياً لبلدة البازورية في حركة أمل.
وفي عام 1979، وإلى جانب نشاطه العلمي في الحوزة الدينية في بعلبك، عاود السيد نصر الله نشاطه السياسي والتنظيمي في حركة أمل بمنطقة البقاع، حيث تم تعيينه مسؤولاً سياسياً لمنطقة البقاع وعضواً في المكتب السياسي لحركة أمل.
وفي سنة 1982، انسحب مع مجموعة كبيرة من المسؤولين والكوادر من حركة أمل إثر خلافات جوهرية مع القيادة السياسية للحركة آنذاك حول سبل مواجهة التطورات السياسية والعسكرية الناتجة عن الاجتياح الاسرائيلي للبنان، والتحق بالخلايا الأولى لحزب الله.
وقد تولى مسؤوليات مختلفة في حزب الله منذ بداية تأسيسه عام 1982 عقيب الاجتياح الصهيوني وانطلاق حركة المقاومة الإسلامية في لبنان.‏‏ فقد عهدت إليه مسؤولية منطقة البقاع في حزب الله حتى العام 1985، حيث انتقل إلى منطقة بيروت، وتولى فيها مسؤوليات عديدة.‏‏
الأمين العام لحزب الله
تم اختيار السيد حسن نصر الله أميناً عاماً لحزب الله في 16 شباط 1992، بعد اغتيال السيد عباس الموسوي. رغم صغر سنه، رأت القيادة أنه مؤهل لإدارة الحزب والمقاومة. كان السيد الموسوي قد كلف نصر الله سابقاً بمهام تمثيله، مما مهد الطريق لتوليه المنصب. رفض نصر الله في البداية بسبب عمره (32 عاماً)، لكنه استجاب لإصرار القيادة. خلال فترة قيادته، خاض حزب الله عدة مواجهات مع إسرائيل، أبرزها حرب "تصفية الحساب" (1993) و"عناقيد الغضب" (1996)، وصولاً إلى تحرير جنوب لبنان (2000) والانتصار في حرب 2006.
استشهاده

استشهد السيد حسن نصر الله إثر غارات جوية شنته جيش الاحتلال الاسرائيلي على مقر القيادة المركزية للحزب في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، في 27 سبتمبر 2024 م.