أسئلة وردود
هل دافع الإمام علي عن الزهراء عندما هاجموا الدار؟
إن هجوم القوم على البيت كان مفاجئاً، وأنهم بمجرد عودتهم من السقيفة، وعرفوا أن علياً عليه السلام في البيت بادروا لاقتحامه لأنهم حينما عادوا كان علي(ع) قد فرغ للتو من دفن رسول الله(ص).
ولعله قد انصرف لبعض شأنه، ليتوضأ، أو يصلي، أو ليبدل ملابسه، أو لغير ذلك. وكان من الطبيعي أن تجلس الزهراء(س) عند قبر أبيها في هذه اللحظات لتودعه، ولتناجيه. وموضع دفن النبي(ص) هو نفس بيت الزهراء(س) قرب الباب.
فجاء القوم مسرعين، وطرقوا الباب، والزهراء(س) خلفه، وعلي(ع) في الداخل، فبمجرد أن عرفوا أن في داخله أحداً اقتحموه، وفتحوا الباب، ولم تكن الزهراء(س) ـ وهي وراء الباب ـ في وضع تستطيع معه أن تقابل الرجال الأجانب، فبادرت لإغلاقه، لتصبح خلفه، فضغطوها به، وصرخت فبادر علي(ع) لنجدتها، فهربوا، وظفر بأحدهم ـ كما تقول الرواية ـ فجلد به الأرض، وانشغل بإسعاف الزهراء(س).
وتجمعوا في الخارج في تلك الليلة، وجاءتهم النجدة من بني أسلم، واجتمعت عندهم الجيوش، وحوصر الناس في بيوتهم، ولم يستطع أحد أن يخرج من بيته، فضلاً عن أن يصل إلى المسجد، وفضلاً عن أن يصل إلى علي(ع)، ولعل الزبير قد وجد فرصة للتسلل إلى بيت علي(ع) في هذه الأثناء، وفي اليوم التالي سعوا إلى استخراج علي من بيته للبيعة، وجمعوا الحطب، وبادروا لإشعال النار فيه. ودخلوا عليه واستخرجوه للبيعة، وخرجت فاطمة(س) في إثره، إلى آخر ما هو معروف ومشهور.
فظهر أن ما جرى على الزهراء(س) في البداية كان لا يحتاج إلى أكثر من ثوان قليلة، وكان مفاجئاً، ولم يكن هناك اتفاق بين علي(ع) وبين الزهراء(س)، على أن تتقدم هي لتفتح الباب دونه، كما يزعمه الزاعمون، أضف إلى أن الزبير لم يكن معهم في البيت.
كما أنه عليه السلام قد أنجد الزهراء(س) بمجرد أن سمع صراخها ولكن الأمر كان قد قضي، وأصيبت سيدة النساء، ولم تكن هناك فرصة لدفعهم عن أذى الزهراء، عليها الصلاة والسلام .
*المقال رداً على سؤال: كيف نجيب على من يقول بأن علياً(ع) كيف لم يدافع عن الزهراء(س)؟ إن كان فعلاً تم ضربها وكسر ضلعها الشريف؟ أمِنَ المعقول أن يسمح لهم الإمام بذلك؟
المصدر: الأئمة إثنا عشر