قداسة أرض غزة
حینما نراجع الی التاریخ، نری بأن هناک توجد کثیر من الشواهد والمخطوطات التي تُثبت قِدَم مدينة غزة الفلسطينية العربية. فالمدينة العربية الباسلة التي تواجه حرب الإبادة والعدوان من قبل العدو الصهیوني، هي واحدة من أقدم المدن في العالم أجمع، في كافة الحُقُب الحضارية من الفِرعونية إلی الرومانية واليونانية.
الغزة هي البلدة التي تضرب جذورها منذ بَدء التاريخ البشري على الارض، فهي قديمة قدم الانسان ووجوده على الارض بعد هبوطه من الجنة. مدينة غزة هي المدينة التي توفي فيها هاشم بن عبد مناف، الجد الأكبر لرسول الله(ص)؛ ولذا يقال لها "غزة هاشم".( البلاذري، انساب الاشراف، ج 1، ص 63؛ابن سعد، الطبقات الكبرى، دار الكتب العلمية، ج 1، ص 64.)
تَناوَل فضلَ غزة كُتّاب كثيرون ومنهم ابن الفقيه الهمذاني صاحب (كتاب البلدان) الذي كتب في فضل فلسطين عموما وغزة خصوصا فقال: قال ابن الكلبي في قول الله عز وجل {ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم}، قال: هي فلسطين، وفي قوله {الأرض التي باركنا فيها للعالمين}، قال: فلسطين. (البلدان، ابن الفقیه، ص: 152)
وفلسطين بلاد واسعة كثيرة الخير، ويقال: إنها من بناء اليونانيين، والزيتون التي بها، من غرسهم، وقال النبي(ص): «أبشركم بالعروسين غزة وعسقلان». (البلدان، ابن الفقیه، ص: 152)
ويقال أنها موطن نفر من الأنبياء والعلماء وحول هذا يقول مجير الدين الحنبلي في كتابه (الأنس الجليل بتأريخ القدس والخليل): «غزة من أحسن المدن المجاورة لبيت المقدس، وفيها ولد سيدنا سليمان بن داوود... وفيهَا خلق مِمَّن سلف من الْعلمَاء وَالصَّالِحِينَ.»(ج 2، ص 74)
ولو لم يكن لغزة من الفخر إلا مولد النبي سليمان وهاشم جد الرسول(ص) لکفاها.
ورجل من غزة یکون من أنصار المهديّ(عج)، فقد ورد في حدیث - حینما یشیر إلی أسماء الرجال الذین ینصرون الحجة(عج) مع ذکر بلادهم: «...وَ رَجُلٌ مِنْ عَسْقَلاَنَ، وَ رَجُلٌ مِنْ غَزَّةَ.» (التشریف بالمنن، ج 1، ص۲۸۸)
وفي حدیث آخر، علي(ع) یشیر بأن المهدي(عج) یدخل کل مدینة دخلها ذوالقرنین، ثم یقول: «ثُمَّ يَتَوَجَّهُ إِلَى اَلْقُدْسِ اَلشَّرِيفِ بِأَلْفِ مَرْكَبٍ فَيَنْزِلُ شَامَ فِلَسْطِينَ بَيْنَ مَكَّةَ وَ صُورَةَ وَ غَزَّةَ وَ عَسْقَلاَنَ.»( الصراط المستقيم، ج 2، ص۲۵۷)
فهذه الأرض بهذا المستوی من القداسة، هل ینبغي عدم الاهتمام بما یجري فیها وعلی أهلها؟