نظرا لأهمية هذا العلم لأنه من العلوم المتصلة بالمصدر الثاني للشريعة الاسلامية بعد القرآن الكريم، آليت على نفسي ان أخدم سنة الأئمة المعصومين(ع) بحسب وسعي وطاقتي فاخترت هذا الموضوع.
ومما شجعني على الخوض فيه، أن ما تميزت به مدرسة النجف من نشاط فقهي واصولي لا يضاهيه أي نشاط في أية مدرسة من مدارس العالم الاسلامي، وقد لا يحيط بها الاحصاء، ولا يستوعبها الاستقراء لما قدمته من نتاج معرفي.
وفي الوقت نفسه نلحظ قصورا واضحا في النشاط الحديثي في مدرسة النجف، بل إن أغلب ما كتب عن علم الحديث كان منضويا تماما بقواعده وتطبيقاته تحت علمي الاصول والفقه، وهذا ما لحظه البحث في حقبة حدوده، من هنا جاء البحث ليستقري ما أضافته مدرسة النجف وما جددته وما ابتكرته في مجالي الدراية والرجال، كما ان الجدة التي اتصف بها البحث إذ لم تقف الباحثة على تصنيف منفرد في هذا المجال.
وتظهر أهمية الموضوع من خلال التعرف على جهود مدرسة النجف في الحديث وعلومه في القرنين الماضيين اللذين يعدان عصري الازدهار والتجديد في تاريخ المدرسة على مدى عشرة قرون.
منهج البحث
اما منهج البحث فقد سلكت في كتابته المنهج الاستقرائي والوصفي في جمع المعلومات التاريخية معتمدة على المصادر الاصيلة في هذا الموضوع.
أما خطة البحث فكانت على مقدمة وثلاثة فصول، فأما المقدمة فقد بينت فيها اهمية هذا الموضوع ومنهجي في البحث، وتضمن الفصل الاول نبذة تاريخية للتعريف بمدينة النجف من حيث تسميتها ومعاهد التعليم فيها ومساجدها ومدارسها ثم التعرف على اطوار مدرسة النجف اذ كانت مقسومة على سبعة اطوار وتناولت في الفصل نفسه العملية التعليمية وفصلت في المعلم وآدابه والمتعلم وشروطه والمنهج وعناصره من الاهداف والمحتوى وطرائق التدريس والانشطة والوسائل التعليمة والتقويم.وناقشت المنهجية في مدرسة النجف.
وتكفل الفصل الثاني ببيان مجهود مدرسة النجف في علم الدراية متضمنا هذا الفصل التعريف بالدراية واركانها وابتكارات هذه المدرسة لمصطلح الحديث من المعتبر والمصحح والحسن كالقوي، ثم اتبعته بالتطبيق العملي في المصنفات الفقهية واستعمالات مدرسة النجف لها.ثم تناولت مصطلحات الشاذ والمضطرب وبيّنت انفرادات مدرسة النجف فيهما، ثم استعرضت مصطلح الشهرة وما له علاقة من التطبيقات الفقهية له وطبقت ذلك على استعمالات السيد اليزدي مثالا.ثم عرضت الاجازات الحديثية واثرها في التقريب بين المذاهب الاسلامية.وخلصت بعد ذلك الى بيان جهود علماء المدرسة في الدراية، وبيان مصنفاتهم.
وخصص الفصل الثالث لدراسة علم الرجال في مدرسة النجف والتعريف به وأهم القواعد الرجالية المستخدمة في المدرسة من التوثيق والتضعيف، ثم بينت أهمية الطبقات وما انفردت به المدرسة في تحديدها لطبقات الرواة، ثم خلصت الى استقراء أهم المصنفات الرجالية في القرنين المذكورين.
أما الخاتمة فقد اوجزت فيها أهم نتائج البحث وما امتازت به مدرسة النجف الحديثية.متبوعة بقائمة في اسماء المصادر والمراجع التي استخدمها البحث.