□ مقال
المؤلفون الأوائل في علم الرجال لدى الشيعة
اهتمّ علماء الشيعة بعد عصر التابعين بعلم الرجال، نذكر المؤلّفين الأوائل:
1. عبداللّه بن جبلة الكناني (219) قال النجاشي: وبيت جبلة مشهور بالكوفة وكان واقفاً، وكان فقيهاً ثقة مشهوراً. له كتب، منها كتاب الرجال....
2. علي بن الحسن بن فضال كان فقيه أصحابنا بالكوفة ووجههم وثقتهم وعارفهم بالحديث، من أصحاب الامام الهادي والعسكري له كتب منها كتاب الرجال. وهذا المعروف بابن فضال الصغير، وأبوه الحسن هو ابن فضال الكبير وكلاهما فطحيان .
3. الحسن بن محبوب السراد (150 ـ 224) الراوي عن ستين رجلا، من أصحاب الصادق له كتاب «المشيخة» وكتاب «معرفة رواة الأخبار».
4. أبو عمرو الكشي البصير بالأخبار والرجال، تلميذ الشيخ العياشي، وكتابه المعروف بـ «معرفة الرجال» هو الّذي لخّصه الشيخ الطوسي وأسماه بـ «اختيار معرفة الرجال» وهو الموجود في الاعصار الأخيرة .
5. الشيخ أبو العباس أحمد بن علي النجاشي (372 ـ 450) من نقّاد هذا الفن ومن أجلاّئه وأعيانه حاز قصب السبق في ميدان علم الرجال، له كتاب فهرس مصنفي الشيعة المعروف برجال النجاشي وقد طبع أخيراً محقّقاً في مؤسستنا «الامام الصادق (ع)».
6. والشيخ الطوسي (385 ـ 460) الغني عن التعريف عمل كتابين أحدهما الفهرست والآخر الرجال ويعدّان من اُمّهات الكتب الرجالية، وتوالى التأليف في علم الرجال وأخيه علم الدراية إلى عصرنا هذا، وقد أنهى الشيخ الطهراني المؤلّفين من الشيعة في علم الرجال فبلغ قرابة خمسمائة مؤلّف شكر اللّه مساعي الجميع.
هذا عرض موجز من مشاركة علماء الشيعة في بناء الحضارة الإسلامية عن طريق تأسيس العلوم واكمالها وتطويرها، وأنت إذا وقفت على جهودهم الجبّارة في القرون الاُولى وما بعدها إلى عصرنا الحاضر، تقف على طائفة كبيرة من عمالقة العلم وجهابذة الفضل، كرسوا حياتهم الثمينة في ارساء صرح الحضارة الإسلامية ورفع قواعدها فأخلدوا لأنفسهم صحائف بيضاء ولصالح اُمّتهم حضارة انسانية، كل ذلك في ظروف قاسية وسلطات شديدة الكلب، وأضغان محتدمة، إلاّ في فترات يسيرة.
المصدر: الأئمة الاثنا عشر