printlogo


printlogo


شعر و قصیدة
في رثاء سبايا الإمام الحسين(ع)

عَشِـيَّـةَ أَمسَى الدِّينُ دِينُ أُمَيَّةٍ
وَأمـسـى يَـزيدٌ لِلـبَـرِيَّـةِ مَرجِعَـا
يقـول بـلا فَصـلٍ ويَـفـتِي بلا هدىً
ويحكمُ لا عدلٌ ولا رأي أَمْنَعَـا
وهَـل خَـبرٌ فِيمَـا تـروم أميّة
بـأن الـعُـلا لَم تـلـف لـلـضيم مَـوضِـعَا
أمَا عَلِـمَـتْ أنَّ الـمَـعَـالـي زعـيـمُـهـا
حسـيـنٌ إِذا مَـا عَـنَّ ضَيـم فَـأُفـزِعَـا
رأى الـدِّين مـقـلـوبـاً فَمَدَّ لنـصـرِهِ
يـمـينُ نَدىً مـن عـرصةِ الـدَّهر أَوْسَـعَا
فأوغـلَ يَطـوي الـبـيـدَ ليـسَ بـشـاغلٍ
عـلـى ما بِهِ من كفِّ عَـلـياهُ إصـبعَا
يَكُرُّ فـتـلـقى الـخـيـلُ حيـن يـروعُـهـا
أضَـامِـيمَ سَـربٍ خَـلفها الـصَّقرُ زُعْـزِعَا
يُـصَـرِّفُ آحادَ الكـتـيـبـةِ رأيُـهُ
فلا يلتـقـي إلا الكُمـيِّ الـمُـقَـنَّـعَـا
عَـصَـت أمرُه لَـمَّـا دَعَـاهـا إلـى الـهُدى
وجائـت لأمـر الـسَّـيـفِ تـنـقـاد طَـيِّـعَا
ولمـا رَمَـتْ كَـفُّ الـمـقـاديرِ رَمـيَـهَـا
وَحَان لشـمـلِ الدِّين أن يَـتَـصَـدَّعَـا
فَخَرَّ فلا تدري الـمـقـاديـر أيُّها
أُصـيبَ فـأخطَت حـينَ أُردِي الـصُّمَيدَعَا
وَأقبـل شمـرٌ يـلـعـنُ الـعُـجب إذ رَقى
على الصَّدرِ إذ أمسى له الحتفُ مضجَعَا
وراحَ بِـعَـالِـي الرُّمـح يَزهـو كـريـمـةً
كَبَـدرِ الدُّجـى إذ تَـمَّ عشـراً وأربَـعَـا
وعَاثَـتْ خيـولُ الـظـالـمينَ فأبـرزت
كـرائمُ أَعـلَى أَنْ تُـهَانَ وَأرفَعَا
فـواطـمُ من آلِ النبـيِّ حـرائرٌ
يُـطافُ بـها حَـسرى عـلى الـبزلِ جُـوَّعَا
ثواكـلُ لـم يُبْـقِ الزَّمـانُ لـهـا حِـمَـى
يكـون ولم يَـتـرك لـهـا الـدثـرُ مـفـزَعَا
سـوافرُ أعياهَـا الـتـبَـرقُـعُ والحَـيـا
ينـازعُـهـا مَـعَ سَلـبِـهَـا أن تُـبَـرقـعَـا
دعاهـا إلـى مـعـنى الـتـبرقع صَـونُـها
وأعـوَزَهَـا الأعداءُ أن تَتَـبـرقَـعَـا
فراحت وَيُسـرَاهـا قِناعٌ لرأسـهـا
وللـوجـه يُـمـنَـاها مـع الـلَّـطـمِ بـرقـعَـا
عفائـفُ أفراطَ الـصِّـيَـانـةِ طـبـعُـهـا
إذا غيرُهـا نَـالَ العفـاف تَـطَـبُّـعَـا
تـكادُ إذا أَسـبَـلَـتْ عـبراتُها
تُـعـيد الـثَّـرى من وابلِ الـدَّمـعِ مـربعَا
نوائحُ من فوقِ الحـمَـامِ كأنَّـهـا
حمَامٌ نَأَى عنـهُ الـخـلـيطُ مُـرَجِّـعَـا