printlogo


printlogo


□ مقالة/ الجزء الأول
مكتبات النجف الاشرف القديمة والحديثة

مكتبات النجف القديمة
ذهب بعض المؤرخين إلى ان تاريخ النجف العلمي يبدأ مع ابتداء السكن أي منذ القرن الثاني الهجري أو ‏بعده على الأقل، بدليل ظهور بعض الإجازات العلمية بالاجتهاد التي يرجع تأريخها إلى القرن الرابع، ‏وبدليل وجود خزانة للكتب في النجف كان ممن عني بها عضد الدولة البويهي المتوفي سنة 372 هـ ‏وبدليل ما استنتج البعض من احتكاك النجف بالكوفة منذ أول تمصير النجف وسكناها، ومن هؤلاء ‏الشيخ عليّ الشرقي الذي يقول: ففي القرن الثاني للهجرة بدأت العمارة والتشييد لمدينة النجف تدريجياً، ‏فانتقلت المدرسة من الكوفة إليها، وبقيت الكوفة تصب في بحر النجف، ومن بداية القرن الثالث للهجرة ‏ظهرت شخصيات علمية في النجف، مثل شرف الدين بن عليّ النجفي، وأحمد بن عبدالله الغروي، وابن ‏شهريار.وقد يدل على وفرة طلاب العلم في النجف كثرة ما بذله عضد الدولة في القرن الرابع على علماء ‏النجف وفقهائها.أما الأمر الذي لا شبهة فيه فهو ان تاريخ النجف العلمي قد بدأ في منتصف القرن الخامس ‏الهجري، على أثر هجرة الشيخ أبي جعفر محمّد بن الحسن بن عليّ بن الحسن الطوسي المعروف (بشيخ ‏الطائفة)، فقد كان الشيخ الطوسي قد انفرد بزعامة الشيعة في بغداد بعد وفاة الشريف السيد المرتضى، وكان ‏للشيخ الطوسي مكان مرموق في الأوساط العلمية، وكان له كرسي للبحث والدرس، وكانت داره في ‏الكرخ مأوى الرواد والمتتبعين من رجال العلم والتأليف، وقد بلغ من العظمة والرفعة العلمية أن صارت ‏عدة تلاميذه اللذين يحضرون بحثه وكلهم من المجتهدين نحو (300) مجتهد.!!وحين حدوث الفتنة بين ‏الشيعة والسنّة واستفحال أمرها في أيام طغرل بك أول ملوك السلجوقيين الذي ورد بغداد سنة 447 ‏هجرية، والذي شن على الشيعة حملة شعواء هاجر الشيخ الطوسي إلى النجف بعد أن نُهب بيته واُحرقت ‏كتبه.قال ابن الجوزي في حوادث سنة 449: وفي صفر من هذه السنة كبست دار أبي جعفر الطوسي ‏متكلّم الشيعة بالكرخ، وأخذ ما وجد من دفاتره وكرسي كان يجلس عليه للكلام، وأُخرج إلى الكرخ ‏واُضيف إليه ثلاثة سناجيق بيض كان الزوار من أهل الكرخ قديماً يحملونها معهم إذا قصدوا زيارة الكوفة ‏فاُحرق الجميع.وكانت للشيعة ببغداد مكتبة أنشأها (أبو نصر سابور ابن أردشير) وزير بهاء الدولة البويهي، ‏سنة 381 هـ بين السوربن في الكرخ، وكانت هذه المكتبة أهم المكتبات على الاطلاق بالنظر لما كانت ‏تحتوي عليه من كتب قيمة منفردة، فقد جمع لها هذا الوزير الكتب من مختلف الجهات والأماكن من ‏العراق، وفارس، والهند، والصين، والروم على ما ذكر محمّد كرد عليّ.‏
وقد جاء في المنتظم: ان محتوياتها لم تقل عن عشرة آلاف مجلد، وكان فيها مائة مصحف بخطوط بني ‏مقلة، وقد ضمت نوادر الكتب وأعلاقها، ومن ذلك نسخة من ديوان عدي بن زيد، إلى مئات من الكتب ‏التي انفردت بها هذه المكتبة السابورية التي قد تسمى (بدار العلم) أيضاً.وكانت هذه الدار موئلا للعلماء ‏والباحثين يترددون إليها للدرس والمناظرة والمباحثة ومن أشهر روادها كان الشاعر الفيلسوف أبو العلاء ‏المعري فقد طالما ذكرها وذكر بعض القائمين على أمرها، وآثر الإقامة بها يوم كان ببغدادوكان جماعة ‏من العلماء يهدون مؤلفاتهم لهذه الخزانة وكان أكثرها بخطوط المؤلفين أنفسهم، قال ياقوت الحموي: وبها ‏خزانة الكتب التي أوقفها الوزير أبونصر سابور بن أردشير وزير بهاء الدولة بن عضد الدولة ولم يكن في ‏الدنيا أحسن كتباً منها، كانت كلها بخطوط الأئمة المعتبرة واُصولهم المحررةوكان يشرف على هذه المكتبة ‏ويتعهدها عدد من كبار الرجال وأئمة العصر، وقد أورد التاريخ اسم الشريف المرتضى ضمن المعنيين بهذه ‏المكتبة، وقد أكثر المؤرخون من ذكر هذه المكتبة، وما تحتوي عليه من نفائس المخطوطات، التي مثلت ‏أكبر مجموعة من مختلف الثقافات، وقد أمر طغرلبك باحراقها، فضاعت بذلك ثروة لا تعوض من العالم ‏الإسلامي، والعالم العربي، والعالم الشيعي خاصة، فكان لابد اذن من أن تتجه الفكرة بعد انتقال الشيخ ‏الطوسي إلى النجف واتخاذها مركزاً علمياً، إلى التعويض عن تلك الخسارة الجسيمة التي سببها احراق ‏المكتبة السابورية، فكان هذا مبدأ انتعاش المكتبة التي يسميها البعض (بالمكتبة العلوية) والبعض (بالمكتبة ‏الحيدرية) والبعض الآخر (بمكتبة الصحن الشريف) في النجف، وهي المكتبة التي قيل ان تاريخ تأسسها ‏يرجع إلى القرن الثالث أو ما بعده على الظن القريب.وبانتقال الشيخ الطوسي إمام الشيعة في عصره إلى ‏النجف انتقل النتاج الفكري من جميع المدن الإسلامية الشيعية لغرض التلمذة على منبر النجف، وهاجر ‏الجمع الغفير من سائر الأقطار الشيعية، بالأدب ومواعين الأدب على حد تعبير الشيخ عليّ الشرقي، ‏فأوجدوا في النجف حركة فكرية تمتاز عن الحركة الفكرية في اُمهات المدن العراقية، وكانت المكتبات ‏وما بدأت تجمع من الكتب النادرة، من أعظم أحداث الثقافة، وأهم ما تتميز به النجف، حتى لقد ندر أن ‏يكون هنالك عالم ديني دون أن تكون له مكتبة خاصة، تحتوي على الكثير أو القليل من نوادر الكتب ‏الخطية الفريدة.يقول الدكتور صالح أحمد العلي … وبدأت العناية الشعبية والرسمية في حفظ التراث ‏ومنعه من التسرب وقامت محاولات متعددة لجمع المخطوطات وصيانتها في مكتبات عامة موحدة يتاح ‏للراغبين فيها القراءة والبحث، وأظهر تلك المحاولات هي التي قام بها نفر من (الغيورين) والعلماء في ‏النجف والبصرة لهذا الغرض.‏
ولقد بلغ من شأن الكتاب وحتى الكتاب (العادي) أن يتقبله البزاز، والبقال، وغيرهما، رهينة عن مبلغ ربما ‏تجاوز ثمنه أضعافاً مضاعفة، وكثيرون اُولئك الذين رهنوا مكتباتهم كلها أو بعضها في الأجيال الماضية ‏للخروج من ضائقة مالية كبرى.. وانحصرت الثروة الكبيرة ـ ان جاز ان تسمى ثروة ـ عند هذه الطبقة من ‏أهل العلم، والبحث، والدرس بالكتب، فراجت تجارتها، وراح يطوف تجار الكتب في أغلب الأقطار ‏الإسلامية كالهند، وايران، ويجمعون الكتب النادرة الفريدة وغير الفريدة، من المخطوطات القديمة فيأتون ‏بها إلى النجف ويزفون البشارة إلى هواة الكتب، والعلماء، والاُدباء، بما احتوى عليه تطوافهم من نفائس ‏الكتب، ونوادرها قبل وصول الصناديق، أو قبل فتحها، فيستعد الشراؤون للشراء، قبل وصول البضاعة ‏بأيام، ومن الذين عرفوا بمثل هذه التجارة في الحقبة الأخيرة كان آل الدشتي، وآل زاهد، وآل العاملي، ‏وآل الشيخ صادق الكتبي، وكان هذا أشهرهم.‏
وقدالتزم الوراث حين يموت المورث من أصحاب الكتبوالخزائن بالمحافظة على المخلفات من هذه ‏الكتب، ورعايتها، فلا يفرطون فيها إذا كان الوارثون من أهل العلم والمعرفة ما لم تكن هنالك حالة ‏اضطرارية ترغمهم على اقتسام  هذه الكتب، أو بيعها، فإذا ما اضطروا لبيع كتبهم نزلوا بها إلى سوق ‏‏(المزاد) وسوق (المزاد) هذا سوق خاص بالكتب، يقام في كل يوم خميس، ويوم جمعة، من كل اُسبوع، ‏وهما اليومان اللذان تعطل فيهما الدراسة في النجف، فينتهز باعة الكتب هذه الفرصة، وينزلون بالكتب التي ‏يعهد إليهم ببيعها إلى السوق، وتبدأ المزايدة من قبل الأساتذة وشيوخ العلم، والهواة، والطلاب، ولم يزل هذا ‏السوق قائماً منذ العصور القديمة حتى اليوم.وعرفت النجف في عصرها الأخير جماعة من العلماء عدّوا ‏حججاً في معرفة الكتب النادرة من المخطوطات وقيمتها، وقد كسب هؤلاء من الشهرة ما استدعى أن ‏يذكرهم التاريخ الحديث كخبراء بالكتب، ومؤلفيها، خبرة ابن النديم، وقد أدرك جيلنا منهم الشيخ عليّ ‏كاشف الغطاء، والشيخ محمّد السماوي، والسيد جعفر بحرالعلوم، والشيخ عبدالحسين الحلي، من المتوفين، ‏ومن مشاهير أهل الخبرة من الأحياء اليوم الشيخ أغا بزرك، والشيخ محمّد رضا فرج الله.وفي يوم ‏‏(المزاد) تتجه الأنظار كلها إلى الخبراء الذين يعرفون قيمة الكتب النادرة والمخطوطات، وخطاطيها، ‏فينافسونهم في شراء الكتب التي يحاول هؤلاء الخبراء شراءها، لذلك كثيراً ما اضطر هؤلاء الخبراء ‏للاستعانة بالبعض لشراء الكتب التي يعينونها لهم، وهم يجلسون عن كثب منهم خوفاً من منافسة الجهلة ‏التي قد تسبب ارتفاع ثمن الكتاب أكثر من ثمنه المتعارف.ويقول جرجي زيدان وفي النجف عادة قديمة ‏لا توجد في سواها من بلاد العراق وهي انه في كل نهار خميس، وجمعة، تقوم سوق تعرض فيها الكتب، ‏وتباع في المزايدة، فمنها ما يباع بثمن بخس وهو ثمين، ومنها ما يباع بثمن غال وهو لا يساوي فلسا، ‏وما ذلك إلاّ من جهل البعض ودراية البعض الآخر وذكائهم في مشترى المصنفات وكثيراً ما تعرض في ‏سوق (المزاد) هذا رزم من أوراق وكتب وكراريس مشدود بعضها إلى بعض، فينزّلها من (يدلّل) بالكتب ‏وينادي عليها في ميدان البيع باسم (الصفقة) وينادي عليها بصوت عال قائلا: انها صفقة لا تباع إلاّ جملة ‏واحدة على كل عيب شرعي وكثيراً ما يعثر المشترون في هذه (الصفقات) على نفائس لا تثمن من ‏المواثيق التاريخية، والكتب المفقودة، والنصوص الضائعة.ولم يكن الانتقال في العصور السابقة من بلد إلى ‏آخر خصوصاً إذا كانت المسافة شاسعة بالأمر الهين اليسير، لذلك فإنّ الكثير ممن يكون قد أنهى ‏دراسته، وراهق الاجتهاد، وأزمع النية على العودة إلى بلده، انزل كتبه إلى سوق المزاد، وباعها، أو أنه ‏أوقفها على طلاب العلم والمعاهد فصار الكتاب الذي يدخل النجف لا يخرج منها إلاّ نادراً وفي حالات ‏استثنائية، فتوسعت مكتبة النجف وصارت المخطوطات النادرة، سواء من المصاحف الفنية، أو الكتب ‏التاريخية، أو الدينية، والأدبية، والكراريس في زيادة مستمرة جعلت مكتبات البيوت، والمكتبات العامّة، ‏تزخر بها وتنمو يوماً بعد يوم.يقول جورجي زيدان عن مكتبات بغداد هي اُمّ المكتبات إلاّ أن كتب النجف ‏أقدم خطاً وأندر وجوداً، وأتقن كتابة، وموضوعاتها مختلفةوتأريخ المكتبات النجفية، لم يعرف مكتبة ‏عاشت أكثر من 100 ـ 150 سنة باستثناء (المكتبة العلوية) فقد تموت المكتبة بموت صاحبها، وتبعث ‏في مكان آخر بانبعاث شخص جديد، وكم تألفت مكتبات ذات صبغة عامة، حوت مئات الكتب ‏الموقوفة، ثم ما لبثت أن زالت من الوجود، أو استحالت إلى مكتبات خاصة.يقول الشيخ عليّ الشرقي: ‏ومن النوادر ان شيخاً من شيوخ الأدب يظهر انه كان رقيق الدين، عرض عليَّ شراء كتب مخطوطة، كانت ‏عليها شارة التحبيس، فقلت له كيف تبيع الوقف المحبّس؟ فقال اني لا أرى الملكية في الكتاب، لأنّ ‏المؤلف يريد بث المعرفة واشاعة أفكاره، وما ملكية الكتاب إلاّ استيعابه قراءة فقط، وعليه فالكتاب لا ‏يملك، أما الثمن المبذول فهو عوض عن قراءته فقط، ولما كانت القاعدة الفقهية القائلة(لاوقف إلاّ في ‏ملك)فمن الغلط أن يقال هذاالكتاب وقف.وقريب من هذا الرأي ما ذهب إليه جماعة من ذوي الفضل ‏ايثاراً وسبيلا للمنفعة في كتبهم لكل من يريد الاستفادة بقراءتها، قائلين: ان غلة الكتاب قراءته، وزكاة ‏تلك الغلة اعارته، ويعاكس هذا الرأي من يوص باب مكتبته في وجوه الطلاب، شحة وضنة، وكثير ‏اُولئك الذين يقبضون على الكتب قبضة الشحيح.ويقول الشرقي: اتفق لي وأنا صبي ان ألج على ضنين ‏بالكتب، مكتبته التي صفت فيها الكتب النفيسة وراء أبواب الزجاج، وكانت المكتبة مفروشة بالطنافس، ‏والسجاد الايراني الممتاز، فوجدت صاحب المكتبة جالساً على طراحة في زاوية تلك المكتبة، وهو ‏كفيف البصر، وإلى جانبه قارىء يتلو عليه ما يريد تلاوته، وبينا أنا اُطارحه الحديث رفعت يدي، ‏فاصطدمت بباب الخزانة، وعندما سمع نقرها اضطرب انزعاجاً، واستفهم بارتباك، ولم تهدأ روعته حتى ‏عرف أنها الصدفة ولم يحدث شيء..!!.ويتابع الشرقي حديثه فيقول ويدور الزمن، ويموت ذلك الجمّاعة ‏للكتب، ويهم وارثِه بحمل ما في المكتبة إلى معرض الكتب للبيع فيستعين بي وبرفيق لي لنعرفه بالمهم ‏من تلك النفائس، وتثمينها وعند دخولي المكتبة دهشت حين وجدتها شعثاء، موحشة، قد فارقت رونقها، ‏وكان التراب فراشها والغبرة تعلو خزاناتها، ومد لنا حصير جلسنا فوقه، وكان رفيقي لا يعلم بما يخالجني، ‏وبينا نحن منهمكون باستعراض بعض الكتب المبثوثه في تلك المزبلة لا المكتبة، إذا برجة تهز الغرفة، ‏فحولت بصري ووجدت أحد الورثة قد وضع سلماً خشبياً وصعد عليه واضعاً يده وراء النضدة من الكتب، ‏يدفعها لتطيح على الأرض لأنه تعب من تناولها كتاباً كتابا، فتذكرت ذلك الكفيف وفزّته من نقرة الباب، ‏وكيف أربكته، وقلت من لي به ليسمع ويشاهد ما فعله هذا العابث البطر.لذلك فليس اليوم أثر، ولا بعض ‏أثر للمكتبات العامة التي ألحقت بالمدارس الدينية العلمية قديماً.أما المكتبات الخاصة فكم بالأولى أن ‏تزول من الوجود، بعد زمن قصير، حين يكون الوارثون لها مضطرين لبيعها، أو مهملين لرعايتها، وعلى ‏هذا فما كان من المكتبات في القرون الأخيرة كالرابع عشر والثالث عشر مثلا هو غير ما كان في القرن ‏الثاني عشر والحادي عشر وما قبل ذلك.وما كانت يملكه آل (الملالي) مثلا من نفائس المخطوطات في ‏أوائل القرن الثالث عشر هو اليوم من ممتلكات طوائف كثيرة من أهل العلم في النجف وهو يؤلف جزءاً ‏من مكتبات لم يكن لها أي وجود قبل هذا القرن، وهذا ما جعل من الصعب على المؤرخين أن يعرضوا ‏لتأريخ هذا العدد الهائل من المكتبات التي كانت تنشأ في جيل وتزول في جيل آخر، لقلة المراجع التي ‏يعول عليها المؤرخ ومع ذلك فاننا سنعرض هنا كل ما وسعنا أن نستخلصه من المصادر المثبتة، أو الذي ‏حققناه بأنفسنا مما يدخل ضمن معلوماتنا الخاصة.‏
مكتبات النجف
وكانت في النجف مكتبات اُخرى لم يعن أحد بدرسها على رغم قرب العهد بها مع ان قسماً منها لا يقل ‏شأناً عن المكتبات المهمة من حيث نوعية الكتب وقيمتها العلمية والتأريخية، ولربما كان السبب في عدم ‏ذكرها من قبل المؤرخين، هو صعوبة إحصائها إذ ما من بيت من بيوت أهل العلم وليس فيه مكتبة ‏كبرت أم صغرت والاتيان على ذكرها قد يقارب المستحيل، ونحن هنا نذكر أشهر هذه المكتبات على ‏سبيل المثال وليس على سبيل الحصر:‏
‏1 ـ مكتبة آل الشيخ راضي (القرن الثالث عشر) وهي مكتبة تعتبر من أعمر المكتبات وأزخرها بالكتب ‏العلمية، وهي اليوم موزعة في بيوت هذه الاُسرة ولعلها المكتبة الوحيدة التي لم يفرط فيهها الوارثون بالبيع ‏والتلف ومع ذلك فهي مشتتة بين أفراد الاُسرة.‏
‏2 ـ مكتبة الشيخ الأنصاري (القرن الثالث عشر) وقد بيعت بعده وتوزعت ولم تبق اليوم منها بقية.‏
‏3 ـ مكتبة السيد محمّد الهندي ـ (القرن الثالث عشر) ـ وقد ورثها بعده أولاده ثم تفرقت وتألفت من ‏أكثرها مكتبة السيد صادق الهندي. ‏
‏4 ـ مكتبة الحاج ميرزا حسين الخليلي (القرن الرابع عشر) وقد توزعت بعده بين ورثته واقتنى أكثرها ابنه ‏الشيخ محمّد الخليلي ووهب قسماً منها لمكتبتي مدرستي الخليلي.‏
‏5 ـ مكتبة الآخوند (القرن الرابع عشر) وقد توزعت بعد وفاته ولم يبق منها إلاّ عدد عند أولاده.‏
‏6 ـ مكتبة الشيخ عبدالله المازندراني (القرن الرابع عشر) وقد بيعت بعد وفاته ولم يبق منها شيء يذكر.‏
‏7 ـ مكتبة السيد محمّد سعيد الحبوبي ـ (القرن الرابع عشر) وهي من المكتبات المعروفة في وقتها ولم ‏يبق اليوم منها إلاّ عدد في بيوت (الاُسرة).‏
‏8 ـ مكتبة اليزدي ـ وكانت مكتبة فخمة أسسها السيد كاظم اليزدي ثم أسس ابنه السيد محمّد لنفسه ‏مكتبة مستقلة كانت تزخر بالنفائس من الكتب النادرة وكانت تستلفت النظر في وقتها بين مكتبات ‏العلماء في (القرن الرابع عشر).‏
‏9 ـ مكتبة الماقمقاني ـ (القرن الرابع عشر) وتمتد جذورها إلى القرن الثالث عشر فقد أسسها الشيخ ‏حسن الماقمقاني ثم انتقلت إلى الشيخ عبدالله وهي الآن في حوزة الشيخ محي الدين الماقمقاني.‏
‏10 ـ مكتبة آل حرز ـ (القرن الرابع عشر) وقد انتقلت إلى حفيده وهي تضم عدداً كبيراً في التفسير ‏والحديث.‏
‏11 ـ مكتبة آل المظفر ـ (القرن الرابع عشر) وقد انتقلت نواتها من الشيخ عبدالنبيّ إلى الشيخ محمّد ‏حسن مظفر وكانت تخص جميع الاُخوة من آل المظفر ثم تجزأت.‏
‏12 ـ مكتبة الجزائري ـ (القرن الرابع عشر) وهي بقايا مما احتفظ بها الشيخ عبدالكريم الجزائري وأخوه ‏الشيخ محمّد جواد وليس لها بعدهما كيان مستقل.‏
‏13 ـ مكتبة الشبيبي ـ (القرن الرابع عشر) أسسها الشيخ جواد الشبيبي وقد انتقلت من النجف إلى بغداد ‏على أثر انتقال الاُسرة وصارت باسم الشيخ محمّد رضا الشبيبي، وهي من أهم مكتبات بغداد الخاصة ‏اليوم.‏
‏14 ـ مكتبة آل الجواهري ـ (القرن الرابع عشر) وقد كانت مكتبة فخمة يرجع تأريخها إلى القرن الثالث ‏عشر ثم توزعت وانتثرت هنا وهناك ولم يبق ما يسمى بالمكتبة إلاّ عند الشيخ عبدالرسول الجواهري.‏
‏15 ـ مكتبة هبة الدين الحسيني الشهرستاني ـ (القرن الرابع عشر) أسسها في النجف ثم نقلها إلى كربلاء ‏وحين سكن بغداد نقلها إلى بغداد، وكانت من المكتبات المذكورة.‏
‏16 ـ مكتبة الشيخ عبدالحسين الحلي ـ (القرن الرابع عشر) وقد باعها وباع داره حين أعوز ولم يفرّط ‏بكرامته، وكانت تضم اُمهات الكتب الأدبية واللغوية بوجه خاص.‏
‏17 ـ مكتبة البلاغي ـ وهي مكتبة الشيخ جواد البلاغي، وقد كانت على قلة عدد كتبها مكتبة جامعة لأهم ‏مصادر الشريعة وكتب المذاهب والنحل.‏
‏18 ـ مكتبة آل الصافي ـ (القرن الرابع عشر) وهي مكتبة السيد محمّد رضا الصافي والسيد أمين الصافي ‏ولم يبق منها إلاّ ما احتفظ بها السيد أمين وقد نقل بعضها إلى البحرين.‏
‏19 ـ مكتبة الشيخ قاسم محي الدين ـ (القرن الرابع عشر) وقد اضطر إلى بيعها وانفاق ثمنها على معالجته ‏وكانت مكتبة تحتوي على عدد قليل من المخطوطات والكتب القديمة في مختلف العلوم الدينية.‏
‏20 ـ مكتبة الشرقي ـ (القرن الرابع عشر) وقد ورث بعضها الشيخ عليّ الشرقي، من أبيه الشيخ جعفر ‏الشرقي وأضاف إليها ووسعها، وحين انتقل إلى بغداد نقلها معه.‏
‏21 ـ مكتبة السيد عليّ شبر ـ (القرن الرابع عشر) ولآل شبر في النجف عدة مكتبات نقلت إلى خارج ‏النجف بانتقال أصحابها وأشهر هذه المكتبات وأوسعها هي مكتبة السيد عليّ شبر وهي تضم طائفة من ‏كتب الفقه النادرة، والحديث والتفسير.‏
‏22 ـ مكتبة السيد محمّد البغدادي (القرن الرابع عشر) وتعتبر اليوم من المكتبات المذكورة بما تحتوي ‏عليه من المخطوطات النادرة في الحديث والفقه والتفسير.‏
‏23 ـ مكتبة السيد عليّ السيد هادي بحر العلوم (القرن الرابع عشر) وكانت من أوسع المكتبات تجمع بين ‏الحديث والقديم وفيها عدد من المخطوطات النادرة وقد اضطرته الظروف إلى بيعها فباعها ولم يبق منها ‏إلاّ بقية اتخذ منها خلفه السيد محمّد نواة ولم تلبث ان أصبحت اليوم مكتبة مذكورة.‏
‏24 ـ مكتبة المقرم ـ (القرن الرابع عشر) وهو السيد عبدالرزاق المقرّم، وتعد اليوم من المكتبات المحترمة ‏وفيها عدد من الكتب القديمة المهمة بالإضافة إلى اُمهات الكتب الحديثة.‏
‏25 ـ مكتبة الهمداني ـ (القرن الرابع عشر) وهي الآن من المكتبات الخاصة لا يفوتها العد إذا عدت ‏المكتبات.‏
‏26 ـ مكتبة الجعفري ـ وهي مكتبة صالح الجعفري، مكتبة ثمينة جمع فيها الجعفري أهم المصادر ‏والمراجع بالاضافة إلى النسخ النادرة من الكتب المطبوعة والمخطوطة وبصفته من شعراء النجف ‏المعروفين فقد اهتم بجمع عدد من الدواوين والمجاميع الشعرية التي يقل نظائرها في المكتبات الاُخرى، ‏وقد اشترى قسماً من كتب الشيخ السماوي عند عرضها للبيع كما قد مر.‏
‏27 ـ ولكل مدرسة رسمية حديثة مكتبة صغيرة لا يزيد مجموعها على محتويات دولاب أو دولابين من ‏الكتب لمراجعة المعلمين كما هو الحال في جميع المدارس الرسمية في العراق، كذلك هو الحال في ‏أغلب المدارس الدينية فإن فيها بعض القماطر المحتوية على بعض الكتب النافعة، وبالاجمال فإن النجف ‏بمكتباتها تعتبر أهم مرجع في البحوث العلمية بمختلف مواضيعها وهي تحتوي على عدد غير قليل من ‏الكتب النادرة والفريدة بين الكتب التي ضاعت اُصولها وانحصرت بنسخ معينة ربما لم تملكها مكتبة غير ‏مكتبات النجف.يقول صاحب جريدة (كل شيء) البغدادية انه زار في أثناء مروره بألمانيا الديمقراطية ‏البروفسور (هارفر) استاذ الدراسات الإسلامية بجامعة (ليبزيج) وحين جاء حديث الكتب والمكتبات قال ‏البروفسور (هارفر) عن مكتبات النجف ما يلي وبهذا النص: ما زال النجف الأشرف منطلق الاشعاع ‏الفكري العربي، وما زالت كنوزه الفكرية والأدبية والثقافية تبث الأنوار في الأفكار، والخير في النفوس، ‏وما زالت مكتباته تعج بأنفس الأسفار مما جعلها دائماً في مقدمة المكتبات العالمية.‏
یلیه الجزء الثاني في  العدد المستقبل
المصدر: الموقع الشامل للحوزة العلمیة