شهداء الفضیله
الشهيد حجةالإسلام الشيخ عبدالله ميثمي
▪ الولادة والدراسة
ولد عام 1955م بمدينة أصفهان من أبوين مؤمنين، وكانت ولادته تصادف ليلة ولادة أمير المؤمنين(ع)، فتفأل أبوه بالقرآن الكريم من أجل تسميته، فجاءت الآية 30 من سورة مريم {قال إني عبدالله آتاني الكتاب وجعلني نبياً}، فسُمّي عبدالله.
ترعرع عبدالله في كنف أبويه تربية إسلامية إلى أن غدى فتى يافعاً. ولما التحق بالمدرسة الثانوية كان يساعد أباه في عمله.
كان تواقاً منذ صغره للقيام بالنشاطات الدينية ونشر العلوم الإلهية، ما جعله يسلك طريق أهل العلم ودخول الحوزة العلمية.
▪ نشاطاته الدينية والسياسية: إلى جانب دراسته الدينية، بدأ الشهيد عدداً من النشاطات الدينية، منها تأسيس جمعية دينية وخيرية بمعية جمع من زملائه، وتأسيس هيئة السيدة رقية(ع)، ودروس تعليم القرآن، وافتتاح صندوق القرض الحسن. وكان عملياً هو المرشد لزملائه وتوجيههم دينياً وسياسياً، فتبدلت جلساته تدريجياً إلى جلسات سرية يتناول فيها قضايا الساحة السياسية وأصول النضال ضد النظام الملكي.
تركزت نشاطات الشهيد وزملائه في هذه المرحلة على توزيع البيانات والكتب الدينية، وشرح أهداف النضال، وبيان سيرة وشخصية الإمام الخميني(قد)، وفضح عمالة النظام الملكي لأمريكا وخيانته للإسلام والمسلمين.
▪ نشاطاته بعد انتصار الثورة الإسلامية: بعد انتصار الثورة الإسلامية عاد الشهيد إلى مدينة قم لمواصلة دراسته الدينية والانتهال من علوم أهل البيت(ع). ثم بعد فترة قرر بمعية زميله الحميم الشهيد حجة الإسلام مصطفى رداني پور الذهاب إلى كردستان، ومن هناك ذهباً إلى مدينة ياسوج وأسس بمعية الإخوة حرس الثورة الإسلامية في المدينة وتولى إرشاد العشائر المحرومة هناك.
لعب دوراً بارزاً في إحلال الأمن والاستقرار في محافظة كهكيلويه وبوير أحمد فترة وجوده هناك، وبذل جهوداً جبارة في دعم المحرومين وعوائل الشهداء وحلّ مشاكلهم. كما لعب دوراً في تأسيس عدد من المؤسسات الثورية هناك وكان على اتصال دائم مع مسؤوليها.
▪ الشهيد ميثمي والدفاع المقدس: عُيّن من قبل ممثل الإمام في حرس الثورة الإسلامية حجة الإسلام والمسلمين الشهيد محلاتي في مسؤولية ممثل الإمام في مقر خاتم الأنبياء(ص) المقر المركزي لقوات الحرس والتعبئة وسائر القوى الشعبية مما أعطى دفعاً قوياً لمعنوياتهم والانسجام في صفوفهم، وكان لكلامه وقع في نفوسهم خصوصاً أثناء تواجده في الخطوط الأمامية.
▪ الخصال والسجايا: كان الشهيد يرى أن التكليف الشرعي مقدم على كل شيء. يحلّ الكثير من العقد ببصيرته ووعيه المميّز، يحيي الآمال في القلوب بإخلاصه وتقواه، ينفض غبار اليأس عن الوجوه بابتسامته. سبّاقاً في الكثير من المواقع. إيمانه بالإيمان والثورة هوّن عليه تحمل جميع المصاعب والمشاق.
وضع كل ما يملك في طبق الإخلاص، متفانياً في خدمة الدين والقيم الإلهية السامية.
كان قدوة لجنود الإسلام في إيثاره وتفانيه. اعتقاده الراسخ وروحه النقية التي صقلت في مراحل حياته المختلفة ومنها السجن جعلت منه إنساناً ورعاً لا مثيله له إلاّ في وادي سالكو طريق العشق ومخلصو المحضر الربوبي.
كان يذكّر قادة الحرب وقوات الإسلام بمسؤوليتهم العظيمة وأمانتهم الثقيلة في حفظ دماء الشهداء. ويقول "يعلم الله كم اننا مذنبون لو قصّرنا في نقل رسالة الشهداء وملاحمهم إلى خلف الجبهات".
الشهيد ميثمي الذي أدرك تكليفه جيداً في منعطفات الثورة والحرب، وقدم وثيقة عملية حيّة لتكليفه عبر التواجد المباشر في جبهات الحرب والخطوط الأمامية، قال في إحدى محاضراته "أيها الإخوة، إن التقدم في الأراضي والانسحاب منها لا يعد انتصاراً ولا هزيمة، إنما حقيقة الانتصار هي الوحدة والانسجام، وحقيقة الهزيمة هي اختلافنا وتفرقنا. إننا نتحمل عواقب أحاديثنا التي تثير الفرقة وتزلزل نفوس المقاتلين".
▪ كيفية الاستشهاد: وأخيراً وكما قال هو في الليلة الثانية من عمليات كربلاء الخامسة "إنني أنال أجري من الله في هذه العمليات". إذ عندما كان يتهيأ في ليلة 29/1/1987م لمناجاة معبوده تحقق الوعد الإلهي في منطقة عمليات كربلاء الخامسة، فأصابته شظية في رأسه، وعرجت روحه بعد ثلاثة أيام في 2 جمادى الثانية ليلة شهادة فاطمة الزهراء(س)، إلى بارئها.