printlogo


printlogo


شهداء الفضیله
شهيد المحراب الرابع آية‌الله الشيخ محمد صدوقي (رح)

في عام ۱۳۲۷ ه، ولد لعائلة علمية في مدينة يزد ولد أسموه محمد. ووالده ‏المرحوم الميرزا أبو طالب كان من العلماء الورعين في تلك الديار وکذا جده الميرزا محمد رضا الكرمانشاهي كان أيضاً مرجعاً لحل مشكلات الناس ومن ‏علماء منطقة سفح كوير الكبير. وبحسب ما كتب على حجر قبر الآخوند ملا مهدي الكرمانشاهي وهو جد الشهید، يرجع نسب ‏صدوقي إلى الشيخ الجليل الفقيه أبي جعفر محمد بن علي بن حسين بن موسى بن ‏بابويه القمي المعروف بالشيخ صدوقي(رض). ‏
▪ ‏دراسته
تحت رعاية ابن عمه المرحوم الميرزا محمد الكرمانشاهي، أخذ بدراسة علوم ‏الدين، حيث درس كتابي اللمعة والقوانين في مدرسة عبد الرحيم خان في يزد وفي عام ۱۳٤۸ ه قصد أصفهان ‏وحوزتها العريقة لمواصلة الدراسة فيها، فسكن في مدرسة چهارباغ (الإمام ‏الصادق) حالياً. ‏كانت إقامته في قم قد تزامنت مع السنة السادسة للحكم الاستبدادي لرضا خان ‏الذي شدد هجماته على علماء الدين.
▪ ‏صدوقي والنهضة
من بعد قضية لجان المحافظات والمدن في شهر مهر (الشهر السابع) من عام ‏‏۱۳٤۱ هجري شمسي، قام آية الله صدوقي ‏أيضاً بالكشف عن هذه المؤامرة الغادرة وتعبئة العلماء في المنطقة لمواجهتها. ‏في عام ۱۳٥٦ هجري شمسي كان العديد من علماء الدين في المنفى، فتحرك هو ‏مع مجموعة من أنصاره ليقطع مسافات شاسعة لزيارتهم جميعاً في مختلف المدن، ‏وكان بالطبع لتفقده ومساعدته لأسرهم دوره وأثره. ‏
وتزامناً مع جميع المراجع، قام آية الله صدوقي في الخامس عشر من خرداد ‏‏(الشهر الثالث) من عام ۱۳٥۷ هجري شمسي بالإعلان عن حداد عام وطلب من ‏الناس عدم الخروج من دورهم وإغلاق محلاتهم: "في ۱٥/۳/٥۷ ومن بعد الصلاة ‏قام المذكور أعلاه في مسجد (حظيرة) من على المنبر، وبحضور أكثر من ألف ‏شخص، بتقديم شكره للتجار وأصحاب المحلات لتعاونهم في إغلاق محلاتهم. ‏
وبهجرة الإمام إلى باريس، تصاعد نشاط آية الله صدوقي؛ فمن خلال تنسيقه ‏للنشاطات، جعل من يزد ومسجد (حظيرة) وداره قناة أمينة لإيصال البلاغات ‏ومركزاً لتنسيق الكفاح والجهاد. ‏ عندما ذهب الإمام إلى باريس، تحسنت الأوضاع وزاد تحرك الجماهير. ‏
وكما تحكي الوثائق، كان لآية الله صدوقي دور مصيري في مختلف الإضرابات ‏والتظاهرات ضد النظام من خلال إصدار البيانات والأوامر الهاتفية الشفوية.
▪ ‏تواجده في الساحة بعد الثورة‏
بانتصار الثورة في الثاني والعشرين من بهمن عام ۱۳٥۷ هجري شمسي، تحرك ‏آية صدوقي من يزد إلى مجلس الخبراء من أجل كتابة دستور الجمهورية ‏الإسلامية. فأبدى هناك بعداً آخر من شهامته وشجاعته في كتابة بند ولاية الفقيه. ‏
▪ ‏إمامة الجمعة وممثلية الإمام
كانت إمامة الجمعة وممثلية الإمام مهمة أخرى أكسبها الشهيد شرفاً ونفذها على ‏أحسن وجه من خلال حل مشكلات الناس وتعديل حالات التطرف، ودفع الناس ‏إلى إعمار المحافظة وتقديم المساعدات إلى المحرومين والمستضعفين. وكان يعمل ‏بدراية وإدارة قوية، بحيث صان محافظة يزد من كل المؤامرات التي كانت ‏تشهدها إيران كل يوم خلال سنوات الثورة الأولى؛ ففي الأيام الأولى للانتصار، ‏كان يقضي على أوكار المؤامرة والفساد للمجموعات اليمينية واليسارية، ويئد كل ‏تحرك للأعداء في مهده. ‏
وباندلاع نار الحرب المفروضة، أخذت تتقاطر بجهوده المساعدات والقوات من ‏يزد إلى جبهات القتال، وكان هو نفسه يحضر بعض العمليات ليمنح أجواء الجبهة ‏حرارة، حيث كان أروع حضور له في عمليات بيت المقدس وفتح خرمشهر. ‏وعند شهادة أول شهداء المحراب، سمى "المدني" ب "الأسوة" وسمى قاتليه ‏بالأعداء عمي القلوب المضللين من قبل الدول العظمى. ‏
▪ ‏الشهادة
في الساعة الواحدة والنصف تقريباً من بعد ظهر يوم (الجمعة الحادي عشر من ‏تير۱۳٦۱ هجري شمسي) استشهد العالم الرباني والمجاهد الذي لم يعرف الكلل ‏آية الله صدوقي، نصير الإمام والأمة وممثل الإمام وإمام جمعة يزد بفم صائم في ‏محراب صلاة الجمعة...". ‏