printlogo


printlogo


شهداء الفضیله
الشهید السيد محمد (مصطفى) الخميني
هو السيد محمد الملقب بمصطفى ابن السيد روح‌الله الموسوي الخميني، ولد في مدينة قم المقدسة سنة 1350هج الموافق لعام 1930م تقريبًا في أسرة كريمة عظيمة تطاول السماء مجدًا وزهوًا وعلوًا يرجع نسبها الشريف إلى الإمام موسى بن جعفر الكاظم صلوات الله وسلامه عليه ومنه إلى الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله.

▪ نشأته العلمية
بدأ في دراسة العلوم مبكرًا شأنه شأن أبناء السلالات العلمية وارتدى الزي الخاص بطلبة العلوم وعمره سبعة عشر عامًا، درس العلوم الأدبية وأتقنها تمام الإتقان -ويبرز ذلك من خلال أسلوبه البياني في تفسيره للقرآن - وبعد ذلك اتجه صوب العلوم الأخرى (فقه- أصول- ورجال- وحديث- وفلسفة...) وقد أتقن هذه العلوم في فترة قياسية، وصار بعد ذلك صاحب درس يغذي الطلبة بخلاصة أفكاره وعلمه فقد أتم وهو في قم المقدسة دورة أصولية مختصرة وهو في ثلاثينيات عمره الشريف وفي النجف الأشرف عندما انتقل إليها أتم دورة مفصلة طرح فيها آراء وأفكاره، بالإضافة إلى دروسه الأخرى في الفقه والتفسير.
وقد تتلمذ على أيدي العظام من أساتذة الحوزة العلمية في قم المقدسة وكذلك في النجف الأشرف.
▪ مصنفاته
لقد تميَّز سيدنا الشهيد بقلم سيّال يكشف عن عظيم قدرة في العلم وسعة الباع والتبحر، فهو وبالرغم من قصر عمره بحساب السنين الزمنية إلا أنه خلّف من الآثار والتراث الشيء الكثير الذي ربما لا يدركه غيره وإن عمّر أضعاف ما عمّره. ولكن، نتيجة للظروف الصعبة والقاهرة التي عاشها سيدنا الشهيد من مواجهات مع الأنظمة الفاسدة وسجن ونفي ومصادرة لإنتاجه من قبل سلطات الشاه.. قد تسبب في ضياع وفقدان الكثير من تراثه العلمي. ولم يبق من تراثه العلمي إلا ما صنفه في منفاه عندما كان مرافقًا للسيد المعظَّم الخميني في بورسا بتركيا ثم في النجف الأشرف بعدما نزلا بها.
نشیر هنا إلی بعض ما حفظ من تراثه العلمي وطبع بعد رحيله(رض)
1- تحريرات في الأصول (ويقع في ثمانية مجلدات).
2- مستند تحرير الوسيلة (ويقع في مجلدين).
3- تفسير القرآن الكريم (ويقع في خمسة مجلدات خاصة بتفسير سورة الفاتحة وجزء من سورة البقرة إلى الآية 46 فقط).
4- تعليقات على الحكمة المتعالية.
▪ دوره وجهاده السياسي
كان لتربية والده العظيم الدور الأكبر في تشكل ذهنيته السياسية والإيمانية وبالتالي تحديد دوره الحركي، لذلك كان متفاعلا مع هموم المسلمين ومشاكلهم ويعيشها بكل كيانه ووجدانه، بل كان ترجماناً صادقا لأفكار ورؤى والده المقدس العظيم، وقد ساهم في قيادة نضال وكفاح الأمة ضد سلطات الطغيان.
▪ شهادته
لقد أدركت قوى الظلم والبغي والطغيان خطورة وجود مثل هذه الشخصية حرة طليقة في الساحة السياسية، فهي بما تتمتع من شخصية فذة وعلم وحجة وبرهان وعظيم بيان قادرة على تأليب الأوضاع وزعزعة استقرار قوى الظلم والأنظمة الفاسدة، وخصوصًا أن وجوده كان مقرونًا بوجود والده الذي عرفته ساحات الكفاح والجهاد، مما يزيد قوته قوة وأثره عمقًا في النفوس، لهذا تحركت إرادة الشيطان بغية أن تفتّ عضد الإرادة الحديدية الصلبة وتهدّ الجبل الشامخ، وفعلاً تمكنت عبر أزلامها ومعاوني الشيطان من الغدر بالسيد المعظم والمجاهد الكبير فقضى نحبه مسمومًا وعمره لم يتجاوز السابعة والأربعين، وكان ذلك في التاسع من ذي القعدة 1397هج الموافق ليوم الأحد 23/10/1977م وقد حمل جثمانه في كربلاء المقدسة ثم أرجع إلى النجف وشيع هناك وصلى عليه السيد الإمام أبو القاسم الخوئي في مرقد المولى أمير المؤمنين(ع) ودفن في مقبرة الشيخ محمد حسين الأصفهاني الكمباني(رض) وإلى جانب قبره. وكان عمر السيد الشهيد وقتها خمسًا وثلاثين سنة.