printlogo


printlogo


کلمة رئیس التحریر
زينب... نور العلم في ظلمات المحن

في ذكرى ولادة السيدة زينب الكبرى(س)، نقف إجلالاً أمام شخصية علمية فذّة نادراً ما شهد التاريخ مثيلاً لها. فهذه المرأة العظيمة التي وُلدت في الخامس من جمادى الأولى سنة خمس للهجرة في بيت النبوة والإمامة، لم تكن مجرد ابنة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء؟عهما؟، بل كانت وارثة علومهم ومعارفهم.
وصفها الإمام السجاد(ع) بقوله: "وَأَنْتِ بِحَمْدِ اللَّهِ عَالِمَةٌ غَيْرُ مُعَلَّمَةٍ فَهِمَةٌ غَيْرُ مُفَهَّمَة"، وهذا الوصف يكشف عن مقام علمي إلهي خاص، حيث كان علمها لدنّياً لا يحتاج إلى تلقين أو تعليم بشري.
روت السيدة زينب(س) أحاديث كثيرة عن أمها الزهراء(س)، ومنها خطبة فدك الشهيرة التي نقلها عنها ابن عباس قائلاً: "حدثتني عقيلتنا زينب". وكان لها مجلس علمي حافل تقصده النساء الراغبات في التفقه في الدين، كما ذكر الجاحظ وغيره من المؤرخين.
وبلغ مقامها العلمي أن أوصى إليها الإمام الحسين(ع) يوم عاشوراء، فكانت نائبة خاصة عنه، يرجع إليها الناس في الحلال والحرام حتى برئ الإمام السجاد(ع) من مرضه. هذه النيابة الخاصة تدل على عمق علمها وفهمها لأسرار الإمامة ومعارفها.
جمعت السيدة زينب(س) بين العلم والفصاحة والبلاغة، فكانت في فصاحتها كأنها تنطق عن لسان أبيها أمير المؤمنين، وفي علمها وتقواها شبيهة به. خطبتاها في الكوفة والشام خير دليل على عمق معارفها وقوة حجتها وبلاغة بيانها.
إن شخصية زينب(س) العلمية تمثل نموذجاً فريداً للمرأة العالمة المجاهدة التي جمعت بين العلم والعمل، بين المعرفة والشجاعة، لتكون مدرسة متحركة في نشر رسالة عاشوراء وحفظ الإسلام الأصيل.