لَهْفَ نفسي لبنتِ موسى سَقاها
الدّهرُ كأساً فزاد منهُ بَلاها
فارقت والداً شفيقاً عطوفاً
حاربت عينها عليه كَراها
أودعتْهُ قعرَ السّجونِ أناسٌ
أنكرَتْ ربّها الذي قد براها
وإلى أنْ قضى سميماً فراحت
تُثكلُ النّاسَ في شديدِ بكاها
وأتى بعدَهُ فراقُ أخيها
حينَ في مَرْوَ أسكنتهُ عِداها
كلُّ يومٍ يمرُّ كان عليها
مثلَ عامٍ فأسرعت في سَراها
أقبلت تقطعُ الطّريقَ اشتياقاً
لأخيها الرّضا وحامي حِماها
ثمّ لمّا بها الضّعينةُ وافت
أرضَ قُمٍّ وذاكَ كان مُناها
قام موسى لها بحُسْنِ صَنيعٍ
إذ وَلاءُ الرّضا أخيها ولاها
ما مضت غيرُ برهةٍ من زمانٍ
فاعتراها من الأَسى ما اعتراها
وإلى جنبِهِ سَقامٌ أذابَ
الجسمَ منها وثِقلُهُ أظناها
فقضت نحبَها غريبةَ دارٍ
بعد ما قطّعَ الفِراقُ حَشاها
أَطْبَقَتْ جَفْنَها إِلى المَوْتِ لَكِنْ
َا رَأَتْ وَالِدَ الجَوَادِ أَخَاها