printlogo


printlogo


کلمة رئیس التحریر
الأربعين؛ تضامن يتجاوز الحدود

الأربعين ليس مجرد حدث ديني، بل هو ظاهرة إعلامية وثقافية ذات طاقة عالمية. ففي كل عام، يسير ملايين الزوار من جنسيات ومذاهب وديانات مختلفة نحو مقصد واحد هو الحرم، لكن رسالته تصل إلى اتساع العالم: يمكننا أن نقف معاً، متجاوزين الحدود، للدفاع عن الحقيقة وكرامة الإنسان. 
في هذا الطريق، تتحول الصور والروايات نفسها إلى وسيلة إعلامية قوية. الكاميرات، والهواتف المحمولة، ووسائل التواصل الاجتماعي، تنقل لحظةً بلحظة مشاهد التعاطف والإيثار وحسن الضيافة؛ مشاهد لا تستطيع حتى أكبر الشبكات الإخبارية الغربية – رغم محاولاتها للتقليل من شأنها – أن تتجاهلها. إن مقاطع الفيديو وصور الناس العاديين في المسير من النجف إلى كربلاء تروي حقيقة تتجاوز إطار السياسة وتصل مباشرة إلى قلب المتلقي في أي مكان في العالم. 
كرم ضيافة العراقيين، من الموائد البسيطة إلى إيواء الغرباء، يقدم صورة مختلفة تماماً عن العالم الإسلامي، صورة تتناقض مع القوالب النمطية التي تروجها وسائل إعلام الهيمنة. هذه السردية الشعبية تمنح فرصة فريدة لإعادة تعريف الإسلام كدين قائم على المحبة والعدالة والمقاومة في وجه الظلم. 
كما أن الأربعين يبني شبكة إنسانية وإعلامية، يصبح فيها كل زائر "مراسلاً ميدانياً". فالوسوم والمنشورات والمقاطع القصيرة تخرج رواية كربلاء من حيز الجغرافيا وتترجمها إلى لغات متعددة. هذا التيار الإعلامي الشعبي يشكل طاقة استراتيجية لإيقاظ الشعوب وكشف الوجه الحقيقي للاستكبار. 
من هنا، فالأربعين جسر بين القلوب ووسائل الإعلام؛ جسر ينقل رسالة كربلاء الخالدة إلى كل مظلوم في العالم: «لستم وحدكم في مواجهة الظلم». هذا التضامن الذي يتجاوز الحدود، حين يقترن بقوة الإعلام، يمكن أن يصنع موجة وعي ومقاومة عالمية.