printlogo


printlogo


کلمة رئیس التحریر
"الأربعین"، راية المقاومة والحرية

الشعائر الدينية، كالأعمدة الراسخة، تضمن حياة وحيوية الأديان الإلهية. إن المناسك والرموز مثل الحج، والصفا والمروة، وعيد الفطر، وعيد الأضحى، وعيد الغدير، ومحرم، وتاسوعاء، وعاشوراء، و"الأربعين"، كالمشاعل المضيئة، تُبقي ذكر الله وأحكامه وتعاليم الإسلام السامية حية في القلوب والعقول. ومن بين هذه الشعائر، يحتل "الأربعین" مكانة فريدة؛ فهو طقس ليس فقط تجليًا للإيمان والحرية، بل هو راية مرفوعة في وجه الظالمين ورمز لمقاومة الشعوب المسلمة ضد جور الزمان.
"الأربعین"، ذكرى اليوم "الأربعين" لاستشهاد الإمام الحسين(ع)، سيد أحرار العالم، هو أبعد من مجرد مراسم دينية؛ إنه رحلة روحانية تدعو ملايين الزوار من جميع أنحاء العالم إلى كربلاء المقدسة. في الروايات الإسلامية، تُعتبر زيارة "الأربعين" علامة على الإيمان الحقيقي، لأن هذه الشعيرة هي استعراض للالتزام بمبادئ الحسين(ع) في زمن أخفى فيه الظلم والجهل الحقيقة في ظلهما. زوار "الأربعين"، بخطواتهم الثابتة على طريق النجف إلى كربلاء، يعلنون رسالة المقاومة والعدالة للعالم ويظهرون أن الروح الحسينية لا تزال صامدة في وجه طغاة العصر.
على مر التاريخ، سعى أعداء الدين بأقلامهم المضللة وخطواتهم المتعصبة إلى إطفاء نور الشعائر الإسلامية. لكن "الأربعين"، كشمس ساطعة، أزاحت قناع النفاق وكشفت الحقيقة. الباحثون عن الحقيقة، بأعين بصيرة، رأوا هذا النور وتحدثوا في مدحه. اليوم، بينما تقوم وسائل الإعلام المغرضة بدعايتها الشيطانية بأسر الإنسانية وتهدد الجاهلية الحديثة القيم الإلهية، فإن صدى "الأربعين" الروحاني يفتح طريقًا نحو الخلاص. هذه الشعيرة العظيمة هي رمز لمقاومة الشعوب المسلمة ضد الظالمين الذين يسعون، بأدوات حديثة، إلى إطفاء نور الحقيقة.
"الأربعین" فرصة لإعادة التفكير في القيم الإنسانية والإلهية السامية. هذه الشعيرة تحرر الإنسان من القيود المادية والمعنوية وتذكره بأن طريق الحقيقة يمر عبر مقاومة الظلم والتمسك بالمبادئ الإلهية. زوار "الأربعين"، مع كل خطوة، لا يتجهون فقط نحو مرقد الحسين، بل يرفعون راية الحرية والنضال ضد الظلم. "الأربعین" تيار حيوي وديناميكي سيتردد صداه إلى الأبد في قلوب المؤمنين والأحرار في العالم، ويوجه رسالة خالدة إلى الظالمين: نور الحسين لن ينطفئ أبدًا.