مذکرة مدير مركز الإعلام والفضاء الافتراضي للحوزات العلمية والمدير المسؤول عن الصحيفة الأسبوعية "الآفاق"؛ الشیخ رضا رستمي بمناسبة نشر العدد المئة من "الآفاق"
مجلة الآفاق الأسبوعية: أول جسرٍ تواصليّ باللغة العربية بين الحوزات العلمية الشيعية
مجلة الآفاق الأسبوعية هي أول مجلة مكتوبة باللغة العربية تُخصص بشكلٍ حصري لعرض أخبار وأنشطة ومنتجات الحوزات العلمية الشيعية في مختلف أنحاء العالم. أُصدِرَ العدد الأول من هذه المجلة في (يناير 2023 م)، وهي الآن على أعتاب إصدار العدد المئة. واستطاعت خلال فترة قصيرة أن تحقق مكانة فريدة بين المنشورات الحوزوية. وعلى مدى العامين الماضيين، أصبحت الآفاق واحدة من أهم الوسائل الإعلامية في تعريف الطاقات والإنجازات العلمية للحوزات العلمية الشيعية. واليوم، مع إصدار العدد المائة من المجلة، تكون قد خطت خطوة كبيرة نحو ترسيخ الدور العلمي والديني للحوزات العلمية.
تهدف مجلة الآفاق إلى بناء جسرٍ بين الأساتذة، والطلبة، والفضلاء في الحوزات العلمية حول العالم، لتسليط الضوء على القضايا العلمية والدينية والثقافية، وتهيئة منصة لتعريف الطاقات الحوزوية والرد على التحديات المعاصرة. في هذا المقال، سنتناول ميزات المجلة وإنجازاتها، وندعو الفضلاء في الحوزات العلمية إلى المشاركة الفعّالة في إغناء محتواها العلمي.
الميزات الفريدة لمجلة الآفاق الأسبوعية
منذ بداية نشرها، استطاعت مجلة الآفاق أن أن تحظى بمكانة مناسبة بين طلاب الحوزة العلمية، وذلك بفضل رؤيتها المبتكرة وخصائصها الفريدة. ومن أبرز هذه الميزات:
1. النشر باللغة العربية
تُعدّ مجلة الآفاق الأسبوعية أول مجلة تُصدر باللغة العربية متخصصة في تغطية أخبار وأنشطة وإنتاجات الحوزات العلمية الشيعية. وقد مكّنها هذا الأمر من تجاوز الحدود الجغرافية لإيران والوصول إلى جمهور واسع في الدول العربية والإسلامية. وباعتبار اللغة العربية لغةً علمية ودينية مشتركة بين مختلف المجتمعات الإسلامية، فقد أتاح ذلك فرصة فريدة لتعريف العالم الإسلامي بإنجازات الحوزات العلمية الشيعية.
2. إمكانية إرسال المقالات باللغة الفارسية
من الميزات البارزة لمجلة الآفاق أنها تتيح للفضلاء إرسال مقالاتهم وملاحظاتهم العلمية باللغة الفارسية. وبعد مراجعة المقالات من قبل هيئة التحرير والموافقة عليها، يتم ترجمتها إلى اللغة العربية ونشرها. هذه الميزة تُوفر فرصة استثنائية للمشاركة الواسعة لفضلاء الحوزات العلمية الناطقين بالفارسية، مما يعكس الرؤية العالمية والشاملة للمجلة.
3. تغطية موضوعات متنوعة وشاملة
تتناول مجلة الآفاق طيفًا واسعًا من القضايا العلمية والدينية والاجتماعية. ومن الموضوعات التي تُرحب بها المجلة:
• الفقه وأصول الفقه
• الفقه المضاف (مثل الفقه الاجتماعي، الفقه السياسي، الفقه الاقتصادي، وغير ذلك)
• علم الكلام والكلام الجديد
• الإلحاد الجديد والرد على الشبهات
• فلسفة الفقه
• التاريخ وفلسفة التاريخ
• السير الذاتية والتعريف بالشخصيات البارزة
• التعريف بالمؤلفات الدينية والعلمية القيمة
• التعريف بالمراكز العلمية والبحثية الحوزوية
• استعراض التراث المكتوب للشيعة
• التعريف بالمبلغين الحوزويين والخدمات الاجتماعية لعلماء الدين
• الرد على الشبهات المعاصرة وتقديم الحلول العلمية
هذا التنوع الموضوعي يُبرز شمولية وعمق رؤية المجلة للقضايا العلمية والدينية.
4. الوصول إلى الأرشيف الإلكتروني
جميع الأعداد السابقة من مجلة الآفاق متوفرة على الإنترنت عبر موقع "أفق الحوزة". هذا الأرشيف يُعدّ مصدرًا قيمًا للباحثين والأساتذة والطلبة الراغبين في الاطلاع على المقالات والملاحظات العلمية المنشورة في المجلة.
• رابط الأرشيف: [www.ofoghhawzah.ir]
5. إمكانية إرسال المقالات لهيئة التحرير
تُرحب مجلة الآفاق بمشاركة الأساتذة والطلبة والفضلاء عبر إرسال مقالاتهم العلمية وملاحظاتهم البنّاءة. تُراجع هيئة التحرير المقالات المرسلة بعناية، وتنشرها في الأعداد القادمة من المجلة في حال الموافقة عليها.
• عنوان إرسال المقالات: [alafaq1446@gmail.com]
أهداف مجلة الآفاق الأسبوعية
تسعى مجلة الآفاق إلى تعزيز التفاعل العلمي والديني بين الحوزات العلمية الشيعية، وتحقيق أهداف عديدة، من أبرزها:
1. تعريف الطاقات العلمية للحوزات العلمية
تعمل المجلة على تسليط الضوء على الإنجازات العلمية والبحثية والثقافية للحوزات العلمية، وتعريف المجتمع الإسلامي بطاقاتها غير المكتشفة.
2. تعزيز التواصل بين الحوزات العلمية في العالم الشيعي
تُعدّ مجلة الآفاق جسرًا للتواصل بين الأساتذة، والطلبة، والمراكز العلمية في مختلف أنحاء العالم، مما يُساهم في تعزيز التفاعل العلمي والديني.
3. الاستجابة لاحتياجات المجتمع الإسلامي المعاصر
في عالم اليوم الذي يواجه تحديات متعددة على الصعيدين العلمي والديني، تسعى مجلة الآفاق إلى معالجة القضايا الراهنة وتقديم حلول علمية ودينية فعّالة.
4. إحياء التراث العلمي الشيعي
من أهم أهداف المجلة إعادة قراءة التراث العلمي للعلماء الشيعة والتعريف بمؤلفاتهم. هذا الهدف لا يقتصر على حفظ هذا التراث القيم، بل يهدف أيضًا إلى الاستفادة العلمية منه.
التحديات والفرص
إن إصدار مجلة بهذا النطاق الواسع من الجمهور والموضوعات يواجه تحديات عديدة، ولكنه يحمل في طياته فرصًا كبيرة أيضًا. ومن أبرز التحديات:
• تنوع اللغات بين الجمهور: على الرغم من اختيار اللغة العربية كلغة رئيسية للنشر، إلا أن الحاجة إلى تغطية لغات أخرى تظل قائمة. وقد تمثل إتاحة إرسال المقالات باللغة الفارسية خطوة مهمة في هذا الاتجاه.
• توسيع الجمهور الدولي: بالنظر إلى القضايا العالمية التي تطرحها المجلة، يمكن أن تستهدف جمهورًا أوسع خارج العالم الإسلامي.
• الحفاظ على الجودة العلمية: مع الإقبال الكبير على المشاركة في المجلة، تبرز الحاجة إلى مراجعة دقيقة للمقالات وضمان الالتزام بالمعايير العلمية العالية.
لماذا ينبغي المشاركة في الأسبوعية الآفاق؟
• نظرًا للرسالة المهمة التي تحملها الآفاق في تعزيز التواصل العلمي بين الحوزات العلمية، ندعو جميع الأساتذة والفضلاء والطلاب إلى المساهمة في هذه النشرة من خلال إرسال مقالاتهم ومذكراتهم العلمية. إن نشر مقال في هذه الأسبوعية يعد فرصة مميزة لنقل الأفكار، ونقد وتحليل وجهات النظر العلمية، والمشاركة في الارتقاء بالمستوى العلمي للحوزات.
• إضافةً إلى ذلك، تعتبر المشاركة في هذه النشرة بمثابة إرث علمي ثمين للأجيال القادمة، حيث يمكن أن تحتل هذه الأسبوعية مكانة خاصة في التاريخ المكتوب للحوزات العلمية. فالأسبوعية الآفاق ليست فقط منصة لتبادل الأفكار، بل هي أيضًا فرصة لتوثيق ونقل المعرفة إلى الأجيال المستقبلية.
• كما أن المشاركة في هذه النشرة توفر للباحثين فرصة للوصول إلى جمهور أوسع، حيث تتم قراءتها من قبل علماء ومفكرين وباحثين من مختلف أنحاء العالم، مما يعزز انتشار الأفكار العلمية الحوزوية ويضعها في سياق أوسع من الحوار الفكري.
دعوة للمساهمة
مع اقتراب صدور العدد المئة من هذه النشرة، ندعو جميع الباحثين والأساتذة والفضلاء إلى إرسال أعمالهم للإسهام في إثراء محتوى هذه الأسبوعية. فالمشاركة العلمية في الآفاق لا تساعد فقط في نشر وتطوير العلوم الإسلامية، بل تفتح المجال أيضًا للتواصل الفعّال بين الحوزات العلمية الشيعية على مستوى العالم.
لنتعاون جميعًا في جعل الآفاق جسرًا متينًا للتواصل والتفاعل بين الحوزات العلمية الشيعية، ولنقدم من خلالها العلوم الإسلامية بأسلوب حديث وفعّال إلى المجتمع العلمي والديني. وبهذه الجهود، يمكن للأسبوعية أن تكون منبرًا علميًا رائدًا يسهم في تطوير الفكر الإسلامي وتعزيز التفاعل بين العلماء والمفكرين من مختلف الحوزات العلمية الشيعية في العالم.
مع جزیل الشکر