السيّد أبو الحسن ، علي بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب(ع). أُمّه(رض) جارية.
دعوته أهالي فين وكاشان
رفع جمع من أهالي فين وكاشان راية محبة ومودة أهل البيت(ع) وبعثوا برسالة إلى الامام الباقر(ع) يطلبون فيها أن يرسل اليهم أحد أبنائه ليعلهم الشريعة الاسلامية، ويقوم بمهام التبليغ والارشاد والقيادة إلا أن الإمام الباقر(ع) لم يكن متوجها لإرسال أحد معهم وفي تلك الليلة رآى الامام(ع) رسول الله(ص) في عالم المنام يأمره ان يرسل ابنه السيد علي مع أهل كاشان.
نزوله في كاشان
استقبل أهالي كاشان السلطان علي بن محمد الباقر(ع)بحفاوة كبيرة أدهشت أهالي القرى المجاورة الذين ظنوا في أول الأمر أنهم يتعرضون لهجوم من قبل التيار الاموي الحاكم، لضخامة الحشد ومهابته، إلا أنهم لما شاهدوا بعض وجهاء أهالي كاشان بين القوم فهموا حقيقة الأمر وواقع المسألة. وبدأ السيد السلطان علي بمهامه التبليغية والارشادية في إدارة الشؤون الشرعية والسياسية والاجتماعية لإهالي المدينة (كاشان). كما انه كان على تواصل دائم مع إمام زمانه الإمام محمد الباقر(ع).
بعد سنة من وصول السيد علي الى كاشان وصل نبأ استشهاد أبيه الإمام الباقر(ع) وانتقلت الخلافة الالهية الى الامام الصادق(ع) الذي كتب رسالة الى أخيه وشقيقة السلطان علي أخبره فيها بشهادة والدهما الباقر(ع)، وانه قد عرف بان اهالي "خاوة" قد سلموه زمام أمور بلدتهم طوعا وبرغبة منهم وانه يجب عليه أن يقوم بصرف الحقوق على المستحقين وأهل العلم وأبناء السبيل وألاّ يترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
بداية الصراع مع التيار الأموي الحاكم
ينقل صاحب كتاب "كشف الكواكب" بأن السيد السلطان علي قام بأعباء التبليغ في منطقة كاشان ومحيطها لمدة ثلاث سنوات وجاء بعض أهالي أردهال وطلبوا منه القدوم الى منطقتهم لإرشادهم لعدم قدرة بعض شيوخ وكبار سن محلتهم بالمجئ إليه والأخذ عنه فاستجاب لهم.
شعر التيار الاموي بخطورة دور السيد علي في منطقة كاشان فكتب والي منطقة أردهال ويدعي "زرين نعل" رسالة الى حاكم مقاطعة قزوين وعلى رواية اخرى الى حاكم مقاطعة قم يطلعه فيها عن دور السيد علي في منطقة كاشان والمستمر منذ ثلاث سنوات فما كان من الحاكم الا أن كتب له جوابا لتلك الرسالة يوبخ فيها والي أردهال على تأخره في إخباره بمسألة السيد علي ودوره في منطقة كاشان.
ثم ارسل فرقة من الجنود قوامها ستمائة فارس يقودهم "أرقم الشامي" الذي وقع اختيار الحاكم عليه حيث صرّح له في رسالته بانه اختاره من أجل أن يقوم بقتل العلويين من أبناء الإمام علي(ع) حيث كان أرقم الشامي يقرّ بقتله أكثر من ثلاثين شخصا من ذرية علي(ع)، ثم قام بامداده بفرقة أخرى يقودها والي منطقة "نراق".
وبعد وصول تلك الفرقة الى أردهال أعلن قيام حكومة عسكرية فيها وكان القرار بقتل السيد السلطان علي بعد صلاة الجمعة إلا ان السيد أحبط هذه المؤامرة بإعلام الناس عنها في صلاة الجمعة فلازمه ثلاثون نفرا من اتباعه ليقوموا بحمايته والدفاع عنه.
المواجهة الأولى
اجتمع مع السيد علي أنصار كثيرون من مناطق مختلفة مستعدين لمواجهة الحكومة الأموية ثم قصد منطقة خاوة ليجمع منها انصاره واتباعه فعلم والي أردهال بهذا الامر فقطع عليه طريقه وحاصره فيها وذلك ناحية السفح الجنوبي للجبال الواقعة شمال اردهال بوادي يسمى اليوم بالفارسية "قتل كاه" الا أن أحد أصحاب السيد علي تمكن من الوصول الى خاوة واطلع الناس على حقيقة الموقف فقام الخواجة جلال الدين وهو أحداصحاب السيد علي من وجهاء خاوة بقيادة فرقة من أنصار السيد علي لنصرته وجعل ابنه الخواجة نصير على رأس تلك الفرقة. وصل أنصار السيد علي من أهالي خاوة وهاجموا قوات والي أردهال فقتلوا منهم حوالي مائة شخص واستشهد من أنصار السيد علي حوالي سبعة عشر شخصا وعندها قامت قوات والي أردهال بالفرار وترك ساحة القتال.
المواجهة الثانية
أرسل السيد علي رسالتين الأولى لأهالي كاشان وفين ليطلع على اوضاع الشيعة هناك إلا ان تلك الرسالة انما وصلت بعد استشهاده وذلك بسبب الإجراءات الأمنيّة التي فرضتها الحكومة الاموية في كاشان، والتي أدّت الى اعتقال حامل الرسالة ومنعه من إيصالها الى انصار السيد علي في كاشان ومن هنا لم يستطع اتباع اهل البيت(ع) هناك أن يدركوا السيد لنصرته.
والرسالة الثانية لوالي أردهال يطلب منه فيها أن ياتي اليه ليطلعه على الموقف لإتمام الحجة عليه وهكذا كان حيث أتى والي اردهال والتقى بالسيد الذي قال لهم بأنهم قد سمعوا بما جرى على قتلة جده الحسين(ع) وما نالوه من العذاب المهين وألاّ يقوموا بتكرار هذه الجريمة.
رفض والي أردهال كلمات السيد علي فقال السيد أيّها الملعون إن الله يعلم باننا لا نخاف الموت وبأن الشهادة في سبيل الله كرامة آبائي وأجدادي. شاهد الخواجة جلال الدين هذا الموقف وأراد ان يقتل والي اردهال لرفضه نصيحة السيد علي الا أن السيد منعه من ذلك معللا بانه انما جاء على طلبهم ونحن أهل بيت لا نخدع أعداءنا وقد حان وقت صلاة الظهيرة فتهيؤوا للصلاة واخمدوا غضبكم.
شهادة السيد علي ومجريات القتال
استطاعت قوات والي أردهال من الالتفاف على أنصار السيد علي ومهاجتمهم من خلف خطوطهم وذلك من خلال الخديعة والوقيعة فأكثروا فيهم الطعن بالرماح والضرب بالسيوف وأكثروا فيهم الشهداء.
كان السلطان علي من أشجع المقاتلين على أرض المعركة ومن هنا أدرك الأمويون بأنّهم لن يستطيعوا الوصول والسيطرة عليه طالما أنهم يهاجمونه منفردين فقاموا بمهاجتمه بأعداد كبيرة من المقاتلين ورموه بأكثر من ثمانين سهما إلى أن تمكّن والي أردهال "زرين نعل" من إصابته بسهم وقع في جبته المباركة وعندها تقدم "ارقم الشامي" وقام بقطع رأسه فانتقل الى جوار ربّه شهيدا مخضّبا بدمه الطاهر مواسيا بذلك سيد الأحرار وقائد الثوار الحسين بن علي(ع). بعد ذلك قام الأمويون وكعادتهم بإرسال رأس الشهيد الى حاكم قزوين وبعد أن أقاموا مجالس الفرح والسرور بانتصارهم وقتلهم ابن رسول الله حملوا الرأس الشريف الى والي الشام.
ثورة اهالي كاشان بعد استشهاده
بعد وصول نبأ استشهاد السيد علي إلى أتباع أهل البيت(ع) في كاشان لبسوا ثياب السواد حدادا وحزنا على مقتله ورفعوا رايات العزاء. وبعد رجوع قوات حاكم مقاطعة قزوين إلى مقاطعتهم دخل أنصار السيد علي ومحبوه منطقة أردهال بحالة من الحزن الشديد والبكاء ممسكين مقابض سيوفهم ومشرعين أسنّة رماحهم مما أدهش والي أردهال وسبّب في فراره وسقو ط حكمه، وقام أحد أتباعه بالوشاية به وكشف مكان اختبائه فوصل أنصار السيد إليه وقتلوه جزاء ما فعله بالسيد. بعد ذلك قام اتباع اهل البيت(ع)بدفن الجسد المبارك في المكان المعروف بمشهد أردهال.
أوجه الشبه مع ملحمة كربلاء
1 ـ عداوة الأمويين لأهل البيت(ع).
2 ـ الإخبار عن الاستشهاد قبل وقوعه كالإخبار عن استشهاد الامام الحسين(ع) قبل واقعة الطف.
3 ـ إخلاص أصحاب السيد علي وتفديمهم له أنفسهم دفاعاعنه حتى آخر قطرة متأسين بأصحاب الإمام الحسين(ع).
4 ـ وعظهُ أعداءه وإتمام الحجة عليهم قبل القتال.
5 ـ أداء صلاة الجماعة وسط المعركة.
6 ـ قَطع رأسه الشريف وحَمله بين البلدان وأَسر أهله وعياله.
7 ـ ثورة الناس والموالين بعد سماعهم أنباء استشهاده.
المصدر: موقع مرکز نور السادة الروحي الإلکتروني [باختصار]