کلمة رئیس التحریر
دموع الحزن على مصباح الهدى
سلامٌ على قلبٍ مزّقته الآلام، وعلى روحٍ زُفّت إلى ربها مظلومةً محتسبة. سلامٌ على الإمام الهادي(ع)، منارة العلم والإيمان، الذي عاش غريباً ورحل شهيداً. كيف تجفّ الدموع، وقد أطفئت شمسٌ أضاءت للناس دروب الهداية؟ كيف تسكن القلوب، وقد غاب عنها نبع الحكمة ومعدن الرحمة؟ لقد فقدت الأمة إماماً كان لها الحصن الحصين، والملاذ الآمن في وجه الفتن والعواصف. يا ابن رسول الله! عشت مظلوماً بين أعداءٍ لم يعرفوا قدرك، وحُوصرت في سامراء بعيداً عن ديارك، لكن روحك الأبية بقيت منارةً للأجيال، ترويها كلماتك النورانية ودعواتك الخاشعة. أيها الإمام الهادي! لم يكن في قلبك سوى الحب والرحمة للخلق، ورغم ذلك طغى عليك الظالمون، وسقوك كأس السمّ الغادر. فأيّ قلوب تلك التي تجرأت على قتل وارث النبوة وعنوان الطهر؟ يا سيدي! سامراء اليوم تشهد غربتك، وتبكي فراقك. ضريحك المبارك يبقى شاهداً على ظلمٍ لم ينتهِ، وعلى حبٍ لا ينطفئ في قلوب المحبين. يا إمامنا! نحن على عهدك باقون، وعلى دربك سائرون، نسأل الله أن يرزقنا زيارتك في الدنيا وشفاعتك في الآخرة. سلامٌ عليك يوم وُلدت، ويوم استُشهدت، ويوم تُبعث حياً.