يقول المرحوم الحائريّ: سمعت من أستاذي آية الله فشاركي: «عندما توفي الميرزا الشيرازيّ الأوّل ذهبت إلى البيت فرأيت أنّ في قلبي سروراً، وكلّما فكّرت فلم أجد سببًا لذلك فالميرزا توفي، وقد كان أستاذي ومربّيَّ، والعظمة التي كان يتمتّع بها من حيث العلم والتقوى والنباهة والذكاء عجيبة وقليلة النظير. يضيف المرحوم الفشاركي: وفكّرت مدّةً لأرى أيّ مكان أصابه الخراب! من أين أتيت بهذا السرور وما سببه؟ وأخيراً وصلت إلى هذه النتيجة: لعلّ سبب السرور أنّني سأصبح في هذه الأيّام مرجع تقليد. فنهضت وذهبت إلى الحرم وطلبت منه (ع) أن يرفع هذا الخطر عنّي، يبدو أنّي أحسّ بميلٍ إلى الرئاسة. بقي إلى الصبح في الحرم، وعندما جاء صباحاً إلى التشييع رأوا أنّ عينيه محمرّتان بشدّة، وكان واضحاً أنّه كان طيلة ليلته يبكي. وأخيراً حاول وحاول ولم يخضع لتحمّل أعباء الرئاسة. نعم، هكذا يراقب رجال الله أنفسهم، بحيث إنَّهم يصلون إلى حدّ المرجعيّة والجوّ مهيّأ تماماً، ولكنّهم مع ذلك يظلّون أكبر من الرئاسة».
المصدر: سیماء الصالحین، ص 103