شهداء الفضیلة
الشهيد آية الله الشيخ حسين غفاري رحمه الله
ولادته ونشأته
ولد الشهيد آية الله الشيخ حسين غفاري عام 1335هــ.ق في مدينة آذر شهر وسط عائلة فقيرة جداً، فقد والده في سنوات عمره الأولى فأجبر على العمل بأمر من أخيه الأكبر لتوفير لقمة العيش ولكن لرغبته الشديدة في التعلم استغل أوقات الفراغ في تعلم القراءة والكتابة.
دراسته
بدأ الشهيد دراسة مرحلة المقدمات عند اساتذة قريته وهو في أوائل شبابه، ثم سافر إلى تبريز مع أخيه لتحسين الظروف المادية العصيبة، وبالرغم من ان ظروف تبريز كانت أصعب من قريته ولكن عزيمته اشتدت في دراسة العلوم الحوزوية فدرس كتابي اللمعة والكفاية في الاصول والفقه.
ومرة أخرى لم يسمح له الفقر المدقع من مواصلة الدراسة في تبريز فرجع إلى موطنه الأصلي، وكان يحضر دروس المكاسب والرسائل عند خاله السيد محسن غفاري بعد يوم مجهد من الاشتغال بالزراعة، ثم يراجعها في أوقات استراحته.
يقول الشهيد في المذكرة التي خلفها عن حياته: في جميع تلك الفترة، وبسبب عدم توفر المال وعدم وجود الأب، ومع حب أخي للدنيا، وتحت ظل طعنة هذا الأخ صرت مجبوراً على قراءة الدرس أكثر الأحيان في البقالة والبستان والمدرسة والمنزل وفي خلال العمل وساعات الاستراحة والنوم.
وحينما بلغ الثلاثين من العمر سافر الشهيد إلى الحوزة العلمية في قم المقدسة ومكث فيها أحد عشر عاماً، حضر فيها دروس البحث الخارج عند آيات الله الفيض القمي والسيد الخونساري والسيد البروجردي والسيد حجت وبالأخص الإمام الخميني ووصل إلى مراحل عالية من العلم والفضل.
جهاده:
في العام 1367هــ.ق سافر شهيدنا إلى مدينة طهران واستقر فيها مشتغلاً بالتبليغ والإرشاد في إحدى مساجدها، وفي العام 1382 اثر شروع نهضة الإمام الخميني(قد) انتهج الشهيد درب استاذه وقائده وفضح ألاعيب الشاه وجرائمه وبيّن للجماهير ارتباط نظامه بالاستعمار، ولهذا الأمر تعرض لهجوم عملاء الساواك في ليلة الثاني عشر من محرم 1383 في منزله بعد عودته من احدى خطاباته الثورية بتهمة مخالفة النظام ودعوة الجماهير للثورة، ثم نقل للسجن وتعرض للتعذيب الشديد الذي أختص به من بين بقية المعتقلين بسبب احترامه الشديد للإمام عند ذكر اسمه في التحقيق. وبسبب اصرار الشهيد على مواصلة فضح النظام وتعريته فقد تعرض للاعتقال والتعذيب والسجن لفترات مختلفة في الاعوام 1384 و1386 و1391.
شهادته:
اثر انكشاف امر العلاقات بين النظام الإيراني الفاسد ودولة اسرائيل الغاصبة تصدى شهيدنا لمظاهر هذه العلاقات؛ فأعلن عن تحريم اللحوم الإسرائيلية المستوردة فاعتقل اثر توسع رقعة المعارضة الشعبية لهذا الامر شهر جمادى الثانية عام 1394 وكان هذا هو الاعتقال الاخير له واستمر لمدة ستة أشهر قضاها في أسوأ الظروف وأشد انواع التعذيب. وبعد استشهاده، شيع الشهيد بحضور جماهيري مهيب في مدينة قم وكما كان في حياته مشعل ثورة وجهاد، تحول تشييعه إلى ساحة للمواجهة مع رجال الأمن الذين واجهوا حماس المشيعين. ودفن الشهيد في مقبرة وادي السلام في مدينة قم المقدسة قضاه في العلم والعمل والجهاد ومواجهة الطاغوت.