printlogo


printlogo


كلمة رئیس التحریر
أیقونة الصمود

 يجسد الشهيد يحيى السنوار نموذجًا فريدًا للمقاومة والصمود في وجه الاحتلال الإسرائيلي. ولد في مخيم خان يونس للاجئين عام 1962، وانخرط منذ شبابه في العمل الوطني والمقاوم، ليصبح أحد أبرز قادة حركة حماس. اعتقل السنوار عام 1988 وحكم عليه بالسجن المؤبد أربع مرات. قضى 23 عامًا في السجون الإسرائيلية، حيث أظهر صلابة استثنائية وقدرة على التحمل، مما جعله مصدر إلهام للأسرى والمقاومين على حد سواء. بعد تحرره في صفقة وفاء الأحرار (صفقة شاليط) عام 2011، تولى مناصب قيادية في حركة حماس، وأصبح رئيسًا للمكتب السياسي للحركة في غزة عام 2017. تميزت قيادته بتعزيز قدرات المقاومة العسكرية وتطوير استراتيجيات المواجهة مع الاحتلال. لعب السنوار دورًا محوريًا في عملية "طوفان الأقصى" التي هزت أركان الكيان الصهيوني وكشفت هشاشة منظومته الأمنية. ظل في الميدان يقود المعركة ويقاتل حتى استشهاده، مكذبًا ادعاءات العدو بأنه يختبئ في الأنفاق. إن استشهاده يؤكد أن القادة الحقيقيين هم أولئك الذين يختارون طريق النضال حتى النهاية، ويبقون أحياء في قلوب شعوبهم بفضل تضحياتهم وإرادتهم الصلبة.
أصبح السنوار رمزًا للتضحية والفداء، ملهمًا الأجيال الشابة للانخراط في المقاومة. ساهمت مواقفه الصلبة وخطاباته الحماسية في رفع معنويات الشعب الفلسطيني وتعزيز الدعم الشعبي للقضية الفلسطينية عالميًا. إن استشهاد السنوار لن يضعف المقاومة، بل سيزيد من عزيمتها وإصرارها على مواصلة الكفاح حتى تحرير فلسطين. فقد ترك إرثًا نضاليًا عظيمًا وأسس لمرحلة جديدة في تاريخ المقاومة الفلسطينية. سيبقى يحيى السنوار نموذجًا يحتذى به للمقاومين في فلسطين والعالم أجمع، مجسدًا روح التحدي والإصرار على نيل الحرية والاستقلال مهما كانت التضحيات. إن سيرته النضالية ستظل منارة تضيء طريق الأجيال القادمة في نضالها المستمر ضد الاحتلال والظلم.