تالله نـارُ الشوقِ ما يُطفيها
إنْ لم يَزَلْ جمرُ النَّوى يُذكيهـا
إنْ يسلِبِ الرُّوحَ المهنَّدُ، فالنَّـوى
في كـلِّ آنٍ حدُّهُ يَفريهـا
جارت عليها النَّائباتُ فشَتَّتَت
شمْلَ الأحبَّةِ بعد قتلِ أبيها
وتجرَّعَت غُصصَ الأسى لو أنَّها
صُبَّت على الأيَّـام لا تُبقيهـا
لولا الحنينُ لما نأت عن دارِها
دارٍ تَنَزَّلتِ المـلائـكُ فيهـا
رَحَلَت ونارُ الشوق تُلْهبُ قلبَها
لِلقا الرِّضا مولى الأنامِ أخيها
لكنَّ (سـاوةَ) بَدَّدَت آمـالهـا
غَدَرَت بإخوتِهَا وَمَـنْ يَحمِيها
فَمَشَت إلى (قمٍّ) تجودُ بنَفْسِها
تبكي الحنينَ وعينُـهُ تبكيها
وصلت وكـان الكلُّ يرقُبُ رَحْلَهَا
واستُقبلت بالرَّحْبِ مِن أهلِيها
عاشت لأيـام قلائـلَ تشتكي
شوقاً وسُقماً وافتِقَـادَ ذَوِيها
لكنَّهـا كانت معـزَّزةً فلم
تَرَ شـامِتاً بعيونِهِ يرميها
وَمَضت ولكنْ لم يُسوَّدْ مَتْنُهَا
فَسِياطُ زَجْرٍ لم تكنْ تُؤذِيها
لمْ تُدِمِ مِعصَمَها القيودُ وما رَأَتْ
فوق الرِّماحِ يُشالُ رأسُ أخيها
لم تُسْبَ فوقَ العُجْفِ من نُوقِ العدا
كـلا ولا حُدِيَت بِسبِّ أبيهـا
الشيخ أحمد الدر العاملي