شعر وقصیدة
سَلْ عن (خديجة) هاهنا الأنحاءَ
للشاعر المصري صبري الصبري
سَلْ عن (خديجة) هاهنا الأنحاءَ
وسل الربوعَ وسائل الأرجاءَ
وسَلِ الحطيمَ ومروةً وسل الصفا
وسل المقامَ وكعبةً غَرَّاءَ
وسَلِ الشبيكةَ والنقا والمدعى
وسل الحجونَ وسائلن كداءَ
وسَلِ الصخورَ بشعب عامر كلها
ترنو لطه زوجةً عصماءَ
وسَلِ السهولَ عن الحبيبة والثرى
وسل الجبالَ جميعَهَا وحراءَ
ينبيكَ عنها كلُّ شيء هاهنا
يروي لنا عن أمنا الأنباءَ
فهي الحبيبة للحبيب (محمدٍ)
وهي الكريمة أنجبت زهراءَ
خطبته حبا للأمين بمكةٍ
خير الخلائق بالهدى قد جاءَ
يمتاز بالحسنى نقيا طاهرا
يحيا كريما طيبا وضَّاءَ
صمدت بصبر في الحصار أبيةً
بجوار (أحمدَ) واجهت أعداءَ
شنوا على طه المشفع حربهم
وتَتَبَّعُوا صحبا له ضعفاءَ
وتعصَّبوا لحجارة نحتوا بها
أصنامهم بضلالهم سفهاءَ
فتمسَّكت ذاتُ اليقين بدينها
وتلألأت طهرا سما وضياءَ
وتقدمت كل الصفوف سخية
تهدي النبيَّ تَدَثُّرَا وثراءَ
وبمالها وبجاهها وبروحها
وبنفسها وبقلبها تتراءى
بمحبة الهادي البشير (محمدٍ)
بالغار تحمل للحبيب غذاء
وبذروة قدسية برحابه
نالت من الله الكريم عطاءَ
(جبريل) بَشَّرَهَا بقصر فاخرٍ
بالخلد تسكن روضةً خضراءَ
في دوحة الفردوس كان لأجلها
من ربها أهدى لها الإهداءَ
أنا لا أزال بحبها بقصائدي
مدحي لها قد سابق الشعراءَ
فهي الحبيبة للقلوب (خديجةٌ)
أُمِّي تراعي بالهدى الأبناءَ
أمي وأُمُّ المؤمنين جميعهم
واسأل هنا عن فضلها الأنحاءَ
تاريخُ إعزاز ومجد مشرق
بالعزِّ يروي عبرةً فيحاءَ
سنظل نذكرها ونقرأ سيرةً
عظمى تسابق في الذرا العلياءَ
رباه وفقنا بتوفيق به
فضلا .. ننال بقربها الإدناءَ
صلى الإله على النبي وآلهِ
ما مَجَّ بئرٌ بالحطيم الماءَ !!