printlogo


printlogo


شهداء الفضيلة
الفتّال النیشابوري

محمد بن حسن النيشابوري المعروف بـ"الفتال النيشابوري" (508هـ)، فقيه ومتكلم ومفسر ومحدث وخطيب شيعي مشهور في القرنين الخامس والسادس للهجرة. برع في الخطابة والوعظ والمنبر. إنه کان من مشایخ ابن شهر آشوب كما روی من الشيخ الطوسي والسيد المرتضی.
*ولادته ونسبه
أبو علي محمد بن الحسن بن علي بن أحمد، ولد بمدینة نيشابور الإیرانیة وکان ذا عمر طویل؛ لكن تاريخ ميلاده غير معروف، ويبدو أنه ولد قبل سنة 425ه. وكان أبوه الحسن بن علي من أساتذته کما ينسب أحياناً إلى أبيه، وأحياناً إلى جده أحمد، وأحياناً إلى والد جده، وكلهم كانوا من كبار علماء العلم والأدب، وبالطبع كان هذا النوع من النسب شائعاً. ومن ثمّ ظن البعض أن محمد بن الحسن ومحمد بن أحمد أو محمد بن علي أشخاص متعددون.
لقّب محمد بالنيشابوري وابن الفارسي والفتّال كما كنّي بأبو علي وأبو جعفر. ويتضح من لقب "ابن الفارسي" أنه من أصل إيراني. والفتّال هو من أسماء بلبل، وسبب لقبه هو سلاسة صوته على المنبر وارتفاع نطقه.
*تدريسه وتدرسه
كان الفتال يشارك في بحوث كبار العلماء وكان حصل على تعليم عالٍ، حتى أنه كان يدرّس في ذلك المستوی أیضا. درس عند والده منذ طفولته ويشير بعض الكتب إلی أنّه قد كان فقيهاً؛ فلا بد أن يكون قد وصل إلى درجة الاجتهاد، وكان خبيرا في علم الكلام أيضا.
من شيوخ وأساتذة الشيخ الفتال النيشابوري الذين وردت أسماؤهم في كتب الترجمة:
الحسن بن علي النيشابوري (والده)؛ الشيخ الطوسي؛ ويقول ابن شهر آشوب: "یروى من الشیخ بلا واسطه قرائة وسماعاً ومناولة وإجازة باکثر کتبه وروایاته"، السيد مرتضى؛ ذهب إلى بغداد في رحلة مع والده واستفاد من تواجد السيد مرتضى لعدة أشهر، عبد الجبار بن عبد الله،مرتضی ابوالحسن مطهر.
ومن تلامذته:
ابن شهر آشوب المازندراني، علي بن الحسن بن عبد الله النيشابوري.
*مؤلفاته
كل من ذكر سيرة الفتال النيشابوري لم يحص له إلا تأليفا أو تأليفين وهما:
روضة الواعظين وبصيرة المتعظين؛ وهو أحد مصادر بحار الأنوار والذي تم نشره لمرات عديدة في إيران والعراق، كتاب التنوير في معاني التفسير؛ كان الكتاب من تفاسير الشيعة ويبدو أنه كان مشهورا جدا في نفس القرن السادس، لأن عبد الجليل قزويني الرازي في كتابه النقد الذي كتبه بعد نحو خمسين سنة من وفاة الفتال، أدخله في صف التبيان للشيخ الطوسي ومجمع البيان للطبرسي. لسوء الحظ، لا يوجد عنوان لهذا الكتاب ويبدو أنه قد فقد، قد ينسب إليه "مونس الحزين" أيضا.
*استشهاده
وقد جاء في بعض الكتب التاريخية أن كون الفتال النيشابوري شيعياً كان سبباً في مقتله واستشهاده، ويبدو أن الترويج للتشيع والإصرار عليه كان سبباً فيه. إن عبد الرزاق شهاب الإسلام هو من أمر بقتله سنة 508 ه، وهو ابن أخي خواجة نظام الملك الطوسي أو شقيقه الذي كان رئيس النيشابور في ذاك الزمن؛ الرجل الذي كان صديقاً للعلماء في شبابه وكان يشتغل بالبحث في الأحكام الشرعية والأحاديث النبوية ويجيب على المشاكل التي تطرح حول الدين؛ حتى أخذه السلطان سنجر السلجوقي من المدرسة إلى الوزارة وجعله وزيراً له وأوكل إليه شؤون المدينة. أدّی الأمر شيئًا فشيئًا إلی أن يصبح شخصًا فاسدًا في بلاط الحكومة وله سمات قبيحة مثل الجشع وشرب الخمر؛
قد دفن جثمان الفتال النيشابوري في مقبرة اسمها «خيرق» ("حيره" علی قول) بمدينة نيشابور الإيرانية.