نصر الله الحائري قدس سره
أبو الفتح عز الدين نصر الله بن الحسين الحائري من كبار علماء الشيعة وأفذاذ الفقهاء والمجتهدين والمرجع الكبير في حوزة كربلاء، وأعظم علماء عصره، وينتهي نسب السيد نصر الله إلى الإمام موسى بن جعفر الكاظم (ع)
أساتذته ومجيزوه
ولد في كربلاء المقدسة ودرس على يد كبار العلماء الأعلام وأجازوه بالرواية والاجتهاد لما عرفوا منه من النبوغ، وتفيد تواريخ بعض الإجازات إلى أن السيد نصر الله حاز الاجتهاد وهو حدث السن وممن أجازه بهذه الشهادة من العلماء الأعلام:
المولى محمد حسين الطوسي البغجمي، الشيخ أحمد بن إسماعيل الجزائري، أبو الحسن الشريف العاملي، الشيخ محمد باقر النيسابوري المكي، الشريف أحمد بن محمد مهدي الخاتون آبادي و... .
تلامذته
وقد تصدى السيد نصر الله للتدريس في الصحن الحسيني الشريف وتتلمذ على يديه مجموعة كبيرة من العلماء منهم:
السيد عبد الله بن نور الدين السيد نعمة الله الجزائري، السيد محمد بن أمير الحاج، الشيخ علي بن أحمد العاملي، الشيخ أحمد بن حسن النحوي، السيد شبر بن محمد بن ثنوان، و... .
مؤلفاته
وللسيد نصر الله تصانيف كثيرة منها:
الروضات الزاهرة في المعجزات بعد الوفاة، سلاسل الذهب المربوطة بقناديل العصمة الشامخة الرتب، رسالة في تحريم التتن، ديوان شعر كبير و... .
ديوانه وشعره
ديوان حافل بفنون الشعر هو شاهد صدق على علو منزلته الأدبية وقد نهج فيه على نهج الشاعر صفي الدين الحلي الذي عرف بفنونه الأدبية من البديع والجناس و التورية وإلى غير ذلك من أنواع البديع.
شهادته
كان السيد الحائري مصداقاً لقوله تعالى (والذين جاهدوا فينا لنهديهم سبلنا) فقد أفنى عمره في خدمة الدين والمذهب حتى مضى شهيداً في سبيل ذلك، وقد سافر إلى قم المقدسة سنة (1142هـ / 1729 م) واتصل به علماؤها فقضى هناك فترة من الزمن وفيها نال إعجاب العلماء والعارفين، وكان يدرّس فيها كتاب الاستبصار، ثم سافر منها إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة فحاز على شهرة واسعة وأصبح علما من أعلام الفقه والعلم والأدب.
وقصة استشهاده أنه زار النجف الأشرف سلطان إيران (نادر شاه أفشار) سنة: (1156 هـ / 1743 م) فجمع علماء المذاهب على أن يحققوا بأن الإسلام يبتني على خمسة مذاهب فعقدوا الاتفاق على ذلك وأقاموا الجمعة والجماعة في مسجد الكوفة يؤمّهم ويخطبهم السيد نصر الله، ثم أرسله السلطان مع هدايا وتحف إلى الحرمين الشريفين إتماماً لذلك الأمر فذهب ورجع ثم زار السلطان النجف الاشرف مرة ثانية وأجتمع بالسيد نصر الله وأرسله سفيراً إلى (القسطنطينية) في أيام السلطان محمود الأول العثماني لإمضاء الاتفاق المتقدم الذكر ولكن الوشاة والحاقدين دبّروا مؤامرة دنيئة وحاكوا خيوطها وأوغروا صدر السلطان على السيد نصر الله فأغتاله هناك فسقط شهيداً محتسباً ودفن هناك.