printlogo


printlogo


علماء وأعلام
الحاج الملا علي كني

 الحاج الملا علی کني (1220 – 1306 ه). رجل دين وفقيه ومرجع شيعي إمامي إيراني كان من كبار زعماء الشيعة الإثني عشريَّة في إيران والأشخاص ذوي النفوذ في ثورة دستورية فارسية.
ولادته ونسبه
في أحد أيام سنة 1220هـ، ولد الملا علي كني في حي "كَن" الواقع شمال غرب طهران. والده الميرزا قربانعلي.
حياته العلمية
كان أبوعلي زارعا؛ بعدما تعلم عليّ القراءة والكتابة منعته عائلته من متابعة الدراسة لحوالي عشرين سنة وفي هذة الفترة كان يدرس خفيا؛ ففي النتيجة وبعد العثور علی رضاهم بدأ بتحصيل العلوم في إحدی المدارس للعلوم الدينية في طهران وبعده غادر إلی إصفهان وحضر درس أساتيذ كالسيد أسد الله الإصفهاني. ثم هاجر إلی النجف لاستمرار دراسته. إنه خرج من النجف جرّاء وباء الطاعون في العراق ما بين 1244 حتی 1246للهجرة ثم عاد إليها لمتابعة تحصيله العلوم. كما أنه سافر إلی كربلاء وحضر درس علماء بجانب حرم الإمام الحسين (ع) منهم شریف العلماء المازندراني والسيد إبراهيم القزويني.
وكان ملاعلي كني ذا خبرة في الفقه والأصول والرجال والحديث والتفسير. كما كان أحد كبار العلماء الأربعة في ذلك الوقت في إيران، وأكد صاحب جواهر، ردًا على الاعتراض الذي نقلوه عنه من محمد شاه قاجار له مكانته العلمية وأكد اجتهاده.
حياته الاجتماعية
وبعد إقامة الحاج ملا علي كني في طهران، بدأت مراجعة الناس المتوالية وأسئلتهم شرعية كتابة وشفهيا، وتزايدت يوما بعد يوم، وكان الملا علي يعتبر المحور والملجأ الوحيد للإجابة على الأسئلة الدينية والملجأ الوحيد لمعالجة مشاكل الناس ونظرًا لكثرة المقلدين وبناءً على طلبهم، أخيرًا نُشرت الرسالة العملية لذلك الفقيه التقي حتى يتمكن المؤمنون من تنفيذ أعمال الدينية على أساسها.
كان للملا علي كني عناية خاصة إلی القضايا السياسية ولم يكن يجتنب من أي مداخلة وإرشاد في مواقع الضرورة عبر إرسال رسائل إرشادية في موارد مختلفة إلی الملك أو السلطات لإصلاح الأمور أو منع تضرر الناس من قبل الأجانب. كما أنه أرسل رسالة إلي ناصر الدين شاه حول موضوع "الحرية" الذي كان طُرح في الوسائط وكُتب حوله تعليقات مختلفة وذكّر الملك بأن الحرية بالمعنی المطلق خطأ علی الرغم أنه كلمة تبدي الروعة والجمال لكنها لاتحتوي إلا علی النقض والعيوب ووصفها بـ"القبيحة".
عندما عقد اتفاق رويترز عام 1290هـ بين ناصرالدين‌شاه وبريطانيا، كتب الحاج ملا علي رسالة إليه وخالف هذا الاتفاق مؤكدا على أنه "إذا لاحظ العلماء الأعلام اضطرابا في شؤون الحكومة... يلزم الإبلاغ عنه"، سواء كان ذلك يرضي الملك أم لا، و"سواء عزم الملك لإصلاحه أم لا"، مطالباً ناصر الدين بأنه "يهتم بحفظ الدين والدولة وإبعاد أي خائن للوطن والأمة"، و"خاصة طرد هذا الشخص الذي أبرم عقد السكة الحديد وكتب العقد على صلاح العدو الدين والدولة".
يكتب صامويل جرين‌ويلر بنيامين - أول سفير أمريكي في إيران - في مذكراته: "... إن المجتهد الأعظم بين المجتهدين الحضور، الذي هو كرئيس المحكمة الحالية لدول الفرنج، هو الحاج الملا علي كني. الحاج ملا علي شخص مسنّ ويبدو أنه لا يريد التجمل بل يرغب كثيرا في البساطة. ورغم أن ممتلكاته كثيرة، إلا أنه لا يريد إظهار الجلال. عندما يسير في زقاق، يركب بغلاً أبيض وليس معه سوى خادم واحد، لكن يكون أمامه ازدحاما من كل الجوانب وكأنه كائن إلهي. إذا قال كلمة واحدة، يمكنه حتی خلع الملك من السلطة. أخبرني الجنود الذين يحرسون سفارة الولايات المتحدة الأمريكية أنه على الرغم من أننا موظفين هنا للحفاظ على وجودكم، لكنه إذا أمر الحاج الملا علي بذلك، فسنقتلكم جميعًا!".
أساتذته
السید إبراهیم القزویني؛ الشيخ مرتضی الأنصاري؛ الشيخ محمدحسن النجفي (صاحب الجواهر)؛ شریف العلماء مازندراني؛ الشيخ حسن کاشف الغطاء؛ السید أسدالله شفتي.
من تلامذته
موسی شراره العاملي؛ أسدالله الطهراني؛ محمدعلی الخوانساري؛ محمود لواساني؛ محمدباقر إصطهباناتي الشیرازي؛ محمدنبي تویسرکاني.
مؤلفاته
إرشاد الأمة؛ رسالته العملية بالفارسية التي تمّ طبعه مجلدها الأول في 1270ه والثاني في 1287ه. تلخیص المسائل؛ تحقیق الدلائل؛ شرح من نفسه علی كتابه تلخيص المسائل. حاشیة علی جواهر الکلام؛ رسائل -أصولية- في الأوامر والنواهي، المفاهيم والاستصحاب التي كتبها طوال دراسته في النجف؛ إیضاح المشتبهات فی تفسیر الکلمات المشکلة القرآنیة؛ مواعظ حسنة؛ توضیح المقال، في علم الدرایة والرجال.
وفاته
توفي المرحوم ملا علي كني يوم الخميس 27 المحرم سنة 1306 في طهران وشُيع جثمانه المطهر إلی مدينة الري فدفن في مرقد عبدالعظيم الحسني(ع).