علماء وأعلام
الشیخ محمدجواد مغنیة
محمد جواد مغنية (1322 1400) فقيه ومفسّر وعالم شيعي، من علماء القرن الثالث عشر. عُرف بدعمه للوحدة بين المسلمين, وقد كتب الكثير من المؤلفات في مختلف العلوم الفقهية، والفلسفية، والتاريخية، والعقائدية، وكذلك يعتبر من مفسري الشيعة لكونه ألّف كتابين تفسيريَين هما التفسير الكاشف والتفسير المبين.
ولادته ونسبه
محمد جواد مغنية هو محمد بن محمود بن محمد آل مغنية العاملي.
جده الشيخ محمد بن مهدي بن علي بن حسن بن حسين بن محمود بن محمد آل مغنية العاملي، صاحب كتاب الجواهر.
ولد سنة 1322 هـ في جبل عامل في قرية طيردبا قضاء صور، من عائلة علمية معروفة؛ والدته من العوائل الهاشمية النسب من آل شرف الدين.
دراسته
توفيت والدته وهو في الثالثة أو الرابعة من عمره, هاجر بعدها مع والده إلى النجف وبقي فيها أربع سنين, تعلّم خلالها القراءة والكتابة والحساب ومبادئ النحو، وأتقن اللغة الفارسية، ثم توفي والده بعد عودته من النجف وهو في العاشرة من عمره، فانتقل إلى بيت أخيه الشيخ عبد الكريم مغنية، وبقي عنده حتى عمر الثانية عشر، حيث سافر أخوه إلى النجف لطلب العلم. وهنا بدأت معاناة مغنية مع البؤس والحاجة والفقر لدرجة أنّه بقي ثلاثة أيام بلا طعام. فسافر إلى بيروت وعمل بائعاً وبقي في عمله لحين قراره بالذهاب إلى النجف من أجل طلب العلم.
هاجر جواد مغنية إلى النجف لطلب العلم حوالي عام 1925 م وبقي فيها حتى عام 1936م؛ فدرس الأجرومية عند السيد محمد سعيد فضل الله, وكفاية الأصول عند كل من السيد أبو القاسم الخوئي، والشيخ محمد حسين كربلائي، كما أنّه دروس الأدب وكذلك درس الكفاية والرسائل والمكاسب وقد أتقن جميع مواده كأستاذ ودرّسها في حوزة النجف.
أساتذته
تتلمذ على يد مجموعة من علماء عصره، منهم:
السيد أبو القاسم الخوئي، الشيخ محمد سعيد فضل الله، الشيخ محمد حسين الكربلائي، الشيخ حسين الحمامي، الشيخ عبد الكريم مغنية، السيد حسين الحمامي.
حیاته الإجتماعية
عاد مغنية إلى لبنان وبالتحديد إلى جبل عامل قرية معركة قضاء صور عام 1936 م، وذلك بعد وفاة أخيه الشيخ عبد الكريم مغنية, وأخذ مكانه في إمامة الجماعة؛ وكان إلى جانب ذلك يعطي دورساً في تفسير القرآن ومناقب أهل البيت(ع) فی القریة أو فی قری أو مدائن أخری فی لبنان.
يعتبر الشيخ مغنية من أشدّ الدّاعين إلى الوحدة الإسلامية، وكان لا يترك فرصة النقاش مع علماء أهل السنة إلا واغتنمها؛ ويرى مغنية أنّ سبب العداوة التي عند أهل السنة ضد الشيعة هو عدم معرفتهم واطلاعهم على عقائد الشيعة.
-تولّيه لمنصب القضاء:
في سنة 1948 م انتقل إلى بيروت وعُيّن قاضياً شرعياً فيها؛ وفي سنة1949 م عُيّن مستشاراً في المحكمة الجعفرية العليا؛ وفي سنة 1951 م أصبح رئيسا للمحكمة ذاتها حتى سنة 1956؛ ثم عاد مستشاراً للمحكمة الجعفرية حتى تقاعده سنة 1968 م.
مؤلفاته
ترك الشيخ مغنية الكثير من المؤلفات التي أثرت المكتبة الإسلامية، وقد امتاز أسلوبه بالكتابة في كونه سلساً سهل الفهم وشيّق، فقد كتب في مختلف العلوم الفقهية والتفسير والفلسفة والتاريخ وغيرها, ويعدّ الشيخ مغنية من مفسري القرآن الكريم حيث وُفِّق لكتابة تفسيرين للقرآن هما:
التفسير الكاشف: وهو أوّل كتاب تفسيري كتبه الشيخ مغنية في بيروت ويقع في سبعة مجلّدات.
التفسير المبين: كتبه بعد أن انتهى من كتابة التفسير الكاشف؛ وهو في مجلد واحد.
وأوّل كتاب للشيخ مغنية هو كتاب "فقه الإمام جعفر الصادق(ع)" دوّنه في ستّة مجلّدات.
بعض مؤلفاته الأخرى من بين حوالي خمسين تأليفا
كتاب الشيعة والحاكمون؛ الكميت ودِعبل؛ الأحكام الشرعية للمحاكم الجعفرية؛ مع بطلة كربلاء؛ من زوايا الأدب؛ الوضع الحاضر في جبل عامل؛ الشيعة والتشيع؛ مع الشيعة الإمامية؛ الإثناعشرية وأهل البيت؛ الشيعة والحاكمون.
وفاته
توفي الشيخ مغنية في 19 محرم 1400 هـ بعد تعرضه لنوبة قلبية قوية عن عمر ناهز السادسة والسبعين، ودفن في إحدى غرف حرم الإمام علي (ع) في النجف، وصلّى عليه آية الله السيد أبو القاسم الخوئي.