بعد أن غربت شمس الرسالة في مغرب تاريخ الأديان واستقرت إلى الأبد، أطلّ القمر الساطع للإمامة في سماء البشرية، وسار الساعون للحقيقة دائمًا في ضوء أنوار الإمامة، ولكن المنكرين ألقوا ستار الشك على وجه الحقيقة البرّاق ورموا تراب الإنكار على شمس الهداية، غافلين عن أن:
القمر يضيء والكلب ينبح
كلٌّ يمضي وفق خلقته
نور الحقيقة وحقيقة النور سيمزّقان الحجب وسيظهران وجههما الساحر للبشر، ومن لم يسيطر عليه سرطان العناد وطاعون الشك سيبتسم لشمس الحقيقة وسيرتفع بنفسه إلى عرش نورها.
الإمام الحسين (ع)، ذلك القمر الساطع للإمامة والهداية، لم يتوقف طوال حياته المباركة، وحتى عندما جرّ جهل وحب الدنيا لأمة جده جسده إلى حفرة المقتل، لم تتوقف روحه عن إشعاع النور ولم ييأس من هداية الآخرين.
كان الحسین (ع) رسول الحریة الذي تعرض للرجم بجهل الناس وجُرح بسيف العصبية، لكنه لم يتوقف عن إشعاع نور الهداية.
الحسين (ع) هو فانوس الهداية في ظلمة الضلال وسفينة النجاة في بحر الفساد.
سلام الله وملائكته عليه دائمًا وأبدًا!