printlogo


printlogo


علماء وأعلام
ابن ادریس الحلي

مولده
     الشيخ محمد بن أحمد بن إدريس، وقيل: محمد بن منصور بن أحمد بن إدريس الفقيه الإمامي أبو عبد اللَّه العِجْلي، الحلَّي، ولد في مدينة الحلة، إلا أنه أختلف في تحديد سنة ولادته فقيل أنه ولد عام (544هـ)، كما ذهب إليه صاحب كتاب (المعارف)، وقيل أنه ولد عام (558هـ)، كما جاء في (تأسيس الشيعة)، و(الذريعة)، ويبدو أنه ولد عام (543هـ)، وهو المشهور بين أرباب التراجم.
   نشأ (قدس سره) في الحلة وتعلّم الدراسات الدينية في حوزتها الدينية، وقد كان العلماء وطلاب العلوم الدينية  يشدون رحالهم إلى هذا المركز العلمي لكي ينهلوا من معين هذه المدرسة الحلية العلمية، ويستفيدوا من أبحاث ابن إدريس المعمقة.
   كان الشيخ ابن إدريس متبحّراً في الفقه، محقّقاً، ناقداً، متّقد الذهن، ذا باع طويل في الاستدلال الفقهي والبحث الأُصولي، باعثاً لحركة التجديد فيهما، وكان يقول : "لا أُقلد إلا الدليل الواضح، والبرهان اللائح".
    تجاوزت شهرة ابن إدريس حدود مدينته، وعُرف بين علماء الفريقين في عصره، وتبادل معهم الرسائل بشأن بحث بعض مسائل الفقه ومناقشتها، وقد قدم فقهاً أدبياً، فعرض في كتابه (السرائر) نماذج عديدة لتوظيف العلوم اللغوية، والأدبية، في الفقه، كما وضع مناهج أصولية، وقواعد اجتهادية في الفقه الإسلامي ليقدم عرضاً رائعاً لتطبيقات الدرس الأصولي في علم الفقه، ونجح في الاجتهاد، على الرغم من انكاره حجية (خبر الواحد)، ولكنّه أثرى الحركة الفقهية في استخدام واسع للعقل، وما تقتضيه أصول المذهب، وتوظيفات كثيرة للآيات القرآنية.   
اساتذته
     درس العلامة ابن إدريس على الشيخ أبي علي الطوسي، والشيخ عماد محمد بن أبي القاسم الطبري، والشيخ العربي بن مسافر العبادي الحلي، والشيخ حسن بن رطبة السواري، وأخذ عن الفقيه راشد بن إبراهيم بن إسحاق البحراني، والسيد شرف شاه بن محمد الحسيني الأفطسي، وروى عن عبد اللَّه بن جعفر الدوريستي كُتب الشيخ المفيد (ت 413هـ)، وعن السيد علي بن إبراهيم العلوي العريضي، والحسين بن هبة اللَّه بن رطبة السوراوي، وإلياس بن إبراهيم الحائري، وآخرين.
تلامذته
    وتتلمذ على يديه نخبة من العلماء الأجلاء منهم: الشيخ نجيب الدين بن نما الحلي، والشيخ شمس الدين فخار بن معد الموسوي، والسيد محمد بن عبدالله بن زهرة الحسيني الحلبي، والشيخ طعمان أو (طومان) بن أحمد العاملي، وعلي بن يحيى الخيّاط، وجعفر بن أحمد بن الحسين بن قمرويه، والشيخ محمّد بن علي بن شهر آشوب المازندراني، والشيخ جعفر بن أحمد الحائري، وأحمد بن مسعود الحلي، والحسن بن يحيى الحلي، وجعفر بن نما.
مؤلفاته
 اشتهر الشيخ ابن إدريس بصاحب (السرائر) وهو أحد مؤلفاته القيمة، التي منها كتاب (التعليقات)، و(رسالة في معنى الناصب)، و(خلاصة الاستدلال)، و(منتخب كتاب التبيان)، و(مناسك الحجّ) وغير ذلك، وكانت مؤلفاته طافحة بالعربية والأدب والعناية بتراث أهل البيت(عليهم السلام) وخاصة الصحيفة السجادية.
وفاته
   توفّي الشيخ ابن إدريس الحلّي (قدس سره) في الثامن عشر من شوّال (598هـ)، ودفن في مدينة الحلّة، في منطقة الجبل، وقد ذكر اليعقوبي في البابليات: "يقع مرقده على طريق (الطهمازية) في سفح الموضع المعروف بالجبل ويسميه سواد الناس "السيد ادريس"
المصدر: موقع مرکز تراث الحلة