printlogo


printlogo


کلمة رئیس التحریر
بوابة الجنان
ما کانت كل أرض تستحق أن تُفرش كالحرير تحت قدميك. فقط الأرض التي ستُفتح منها بوابة إلى الجنة الأبدية، نالت هذا الشرف؛ وهی أرض «قم».

 “قم”، مدينة مباركة تُعرف بـ"حرم أهل البيت علیهم السلام". لمعت قبّتها اللؤلؤیة، التي کانت لها أرکان وأبواب أربعة کأنها من استبرق أخضر، في عیني النبي الأکرم(ص) ليلة الإسراء والمعراج، وأخبر جبريل (ع) عن اجتماع عباد الله المؤمنين فيها. أرضٌ يحتجّ الله بها سائر البلاد کما یحتجّ بأهلها على سائر سكان الأرض من الجن والإنس في الشرق والغرب. أرضٌ تخفي في جوفها مناجم العلم والفضيلة، وعندما تخلو الكوفة من المؤمنين ویدیر العلم ظهرها علیها، تفتّح كنوزها اللامتناهية للناس وتتدفّق أنهار العلم والمعرفة منها إلى صحاري العالَم العطشى لها. أرضٌ تنشر الملائكة أجنحتها فوقها، وفي زمن ظهور الفتن، ستصبح واحدة من أكثر المدن أمانًا وسلاما.
نعم، إنّما هذه الأرض هي التي كانت تستحق أن تتشرف بخطواتكِ المباركة و تحتضنكِ. بوجودكِ في هذه الأرض المقدسة، زدتها قدسية وشرفًا، وأرويتِ عطشى العلم والفضيلة من ينابيع علم آبائكِ. بخطواتكِ في هذه الأرض المقدسة، أصبحتِ ملاذًا للأرواح العطشى للعلم والهداية، تنثر عليهم أشعة الهداية وترويهم من معين الولاية. أنت، مثل والدتك العظيمة فاطمة الزهراء سلام الله عليها، من بیت «أذن الله أن ترفع ویذکر فیها اسمه»، واشتهرت باسم والدتك الكريمة ونلت ألقابًا مثل ألقابها، وكما خاطب النبي (ص) والدتك زهراء سلام الله عليها بعبارة “فداها أبوها!” التي ملأتها العاطفة، ثلاث مرات، فقد أشاد والدك الكريم بك أيضًا ثلاث مرات بهذه العبارة. يكفي في علو مقامك أنك مثل والدتك، نلت مقام العصمة وفي النهاية ستكون الجنة ميراثًا  لمن یسارع إلى زيارتك بمعرفة. فيا له من شرف عظيم لمن يعيش بالقرب منك ویشرب من ینبوع فضلک!