printlogo


printlogo


مقالة
صحوة الضمیر
النهاية السعيدة لصمود الحق أمام الباطل ومقاومة المظلوم في مواجهة الظالم، هي صحوة ضمائر البشر. إن قيام سيد الشهداء، عليه السلام، وامتناعه عن قبول الذل والتحالف مع جلادي عصره وتحریره بجسده وروحه عن قبول ظلم الظالمين، أيقظ الضمائر النائمة بعد تلك الحادثة العظيمة، وأصبح نموذجًا للعديد من الانتفاضات ضد الظلم والاستبداد في مساحة التاريخ. هذه اليقظة هي نتاج فهم عميق لكرامة الإنسان وحقيقة الإنسانية ويؤدي إلى التعاطف والتضامن مع المظلومين.

واليوم، في غزة المظلومة والمقاومة، صوت المقاومة والشرافة للنساء والرجال الفلسطينيين الذين يتعرضون للقصف بالقنابل والصواريخ الصهیونیة ويقاتلون ضد شبح الجوع ويستقرون أخيرًا في حضن الشهادة، هو صوت واضح وعالٍ، یدقّ آذان البشر الذين يعيشون على بُعد فراسخ منهم ويشعل نار ضمائرهم.
*صحوة الضمیر العالمي
لتحرير الشعب المظلوم في غزة من الظلم الوحشي، الصحوة العالمية ضرورة لا يمكن إنكارها. هذه ا لصحوة تحدث الآن. بلا شك، هذه الصحوة تمثل تغييرًا جوهريًا في المواقف والقيم الدولية. صحوة تجمع الناس، بغض النظر عن الحدود الجغرافية والدين والثقافة، ليتحدوا ويصدحوا بصوت واحد ضد الظلم والاستبداد الذي يمارسه النظام الصهيوني ضد أهل غزة الأبرياء الصامدين.
الصحوة لیست نهاية؛ بل هي بداية للتغيير والتحول. بداية لرؤية عالم خالٍ من الظلم والاستبداد، حيث يتحد الناس الأحرار لبناء مستقبل أفضل.
 
*صحوة النُّخب
حراك الطلاب في الغرب يُعتبر واحدًا من أهم رموز الوعي والتغيير الفكري في المجتمعات الحديثة. هذا الحراك له دور مهم في تشكيل المواقف والأيديولوجيات الاجتماعية على مستوى العالم، ولديه القدرة على إحداث حركة وتغيير في الهياكل الاجتماعية. اليوم، الفظائع التي تحدث في غزة قد أثارت هذا الوعي والتغيير الفكري بين طلاب الغرب؛ وعي يُعتبر بداية للوعي العالمي والصحوة العالمیة بشأن هذه الأحداث المؤسفة.
في العقدين الأخيرين، كانت معاناة شعب غزة دائمًا موضوعًا حرجًا على الساحة الدولية. العقوبات والتفاوتات والهجمات العسكرية من قبل النظام الصهيوني على هذا الجزء من أرض فلسطين قد جعلت الوضع الإنساني للشعب يزداد سوءًا يومًا بعد يوم، وقد دفعت النخب والأكاديميين في الدول الغربية إلى الرد على هذه الظلمات والاحتجاج عليها. كما قال القائد الأعلى للثورة الإسلامیة:
“انعكاس حادثة غزة في المجتمعات غير المسلمة هو حدث مدهش وغير مسبوق. هذا الحدث الذي يحدث الآن في الجامعات الأمريكية وبعض الدول الأخرى ليس له سابقة، وإذا كان أحد يدعي أنه من الممكن أن يحدث مثل هذا الأمر يومًا ما، لم يكن أحد ليصدقه.”
بلا شك، الوعي الطلابي في الجامعات الغربية، كواحد من أهم عناصر الاحتجاج وزيادة الوعي حول هذه القضية، سيلعب دورًا مهمًا في صحوة ضمير المجتمع الدولي.
 
*الوعي بين النخب والقدرة على إحداث التحولات الفكرية
النخب في المجتمعات الغربية هم أفراد يؤثرون في مختلف المجالات الاجتماعية والسياسية والثقافية والاقتصادية بفضل معرفتهم وتجربتهم وتعليمهم. وعيهم لا يُعتبر فقط أساسًا لإحداث التحولات الفكرية في المجتمع، بل يمكن أيضًا أن يُستخدم كأداة لإحداث تغييرات إيجابية في السياسات والعلاقات الدولية.
وعي الطلاب حول العالم، وخاصة في الدول الغربية الداعمة للکیان المحتل، بالنسبة للمآسي التي تحدث في غزة المظلومة، يمكن أن يؤدي إلى استراتيجيتين رئيسيتين:
أولًا، يزيد من الوعي العام حول هذه القضية؛ حيث يمكن للطلاب، كأعضاء نشطين في المجتمع، نقل معلوماتهم ووعيهم إلى الآخرين وتنظيم الاحتجاجات الجماعية. بفضل وصولهم إلى المصادر الإعلامية وقدرتهم على تحليل وتقييم القضايا الدولية، يمكنهم المساهمة بشكل فعال في جذب الاهتمام الدولي إلى وضع غزة، والضغط على السياسيين لإنهاء العنف، وكذلك توليد الدعم الدولي لتعويض الأضرار ومساعدة شعب غزة وإنهاء الاحتلال الصهيوني.
“ثانيًا، يمكن أن يساهم وعي الطلاب في إيقاظ ضمير المجتمع الغربي تجاه قضية فلسطين وغزة الصمودة، ويحثهم على المطالبة بتغييرات سياسية واجتماعية في بلدانهم بشأن قضية غزة المضطهدة. إن إدراك الطلاب للمآسي التي تحدث في غزة، ومن ثم توعيتهم لباقي شرائح المجتمع، سيجعل المجتمع الغربي يتعرف على هذه القضية بشكل أعمق، ويسعى من خلال مختلف الأنشطة، بما في ذلك الأنشطة السياسية والاجتماعية، لحل المشكلات في غزة.”
 
*الدور الفعّال لوسائل الإعلام والفضاء الافتراضي في الصحوة العالمية
في هذا السياق، تلعب وسائل الإعلام والفضاء الافتراضي دورًا محوريًا في االصحوة العالمية. إنها تشكل جسرًا بين الواقع المرير في غزة والعالم الخارجي. يمكن أن يفتح الإبلاغ الصحيح وغير المتحيز العيون على الحقائق التي ظلت مخفية خلف الكواليس السياسية. تعتبر وسائل الإعلام المجال الرئيسي لنقل الأخبار والمعلومات، ويمكن أن تلعب دورًا مهمًا جدًا في توعية الطلاب بهذا الشأن. توفر التقارير المصورة والنصية من وسائل الإعلام الفرصة للاستفادة من المعلومات وتجارب السكان المحليين في غزة، وتساعد الطلاب على فهم وتحليل الواقع الجاري هناك بشكل أفضل.
كما يمكن للفضاء الافتراضي، بصفته أداة قوية، أن يلعب دورًا كبيرًا في توعية الطلاب بما يحدث للشعب المظلوم في غزة. تقدم المجتمعات الافتراضية، على الفور بعد وقوع الأحداث، أخبارًا وتحليلات مختلفة تمكن الطلاب من استخدام مصادر متعددة وفحص وجهات نظر متنوعة حول الواقع الحالي في غزة. بعد الإطلاع على هذه الحقائق، يمكن للطلاب أن يتخذوا خطوات أكثر فعالية في مسار التوعية العالمية بشأن المآسي الدامية في غزة باستخدام إمكانيات وسائل الإعلام والفضاء الافتراضي."
للاستخدام الفعّال للطلاب من وسائل الإعلام والفضاء الافتراضي بهدف نشر الوعي حول الكوارث التي تحدث في مناطق مثل غزة، يمكن تقديم الحلول التالية:
1.            استخدام وسائل التواصل الاجتماعي: يمكن للطلاب والعلماء استخدام منصات محلية ودولية مثل تويتر، إنستغرام، فيسبوك، وغيرها لنشر الأخبار والصور والفيديوهات المتعلقة بأحداث غزة. استخدام الهاشتاجات والوسوم المتعلقة بالموضوع يمكن أن يزيد من الوصول ويوسع انتشار المعلومات.
2.            إنشاء محتوى فيديو: يمكن أن يساعد إنتاج ونشر الفيديوهات التوضيحية، التقارير، والمقابلات مع الأشخاص المتورطين مباشرة في الحدث الآخرين على فهم المزيد من الحقائق.
3.            استخدام المدونات والمواقع الإخبارية: يمكن أن يوفر إنشاء مدونات أو مواقع إخبارية مخصصة للأحداث الجارية والمستمرة في غزة مساحة للتحليلات الأعمق ونشر الأخبار الحديثة.
4.            استخدام البيانات والمعلومات التحليلية: يمكن أن يساعد التحليل الدقيق للبيانات وتقديم المعلومات التحليلية والإحصائية الآخرين على فهم أفضل لما يحدث في غزة وأبعاد هذه الأحداث.
5.            نشر المقالات بلغات مختلفة: من أجل الوصول الأوسع للطلاب والعلماء إلى الجمهور العالمي، من الضروري أن يترجموا المواد المجمعة حول هذه الكارثة إلى لغات مختلفة وأن يجعلوها متاحة للجميع.
6.            التعاون مع المنظمات الدولية وغير الحكومية: يمكن أن يساعد التعاون مع المنظمات الدولية وغير الحكومية التي تعمل في مجالات حقوق الإنسان وتسوية النزاعات في الوصول إلى المزيد من الموارد والأدوات لنشر الوعي حول أحداث غزة."