السید علی بن موسی بن جعفر بن طاووس الشهیر بالسید بن طاووس (589 – 664 ه) من العلماء الشیعة فی القرن السادس والسابع للهجرة صاحب کتاب اللهوف (مقتل الإمام الحسین(ع)) وهو نقیب الشیعة زمن السلطة المغولیة علی بغداد. لقّبه بعض بـ«جمال العارفین» من أجل تقواه وحالاته العرفانیة وکثرة مراقبته علی نفسه.
*ولادته ونسبه
ولد السيد أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن طاووس الحلّي الملقب برضي الدّين يوم الخميس ليلة النصف من شهر محرم الحرام سنة 589 هـ في مدينة الحلة العراقیة.
والده السيد موسى بن جعفر من كبار المحدثين ضبط الأحاديث التي رواها في قصاصات ورقية ثم جمعها ابنه تحت عنوان -فرحة الناظر وبهجة الخاطر مما رواه والدي موسى بن جعفر-.
*حیاته العلمیة
بدأ ابن طاووس دراسته فی مدینة الحلة وتعلّم من إبیه وجده، ورام بن أبی فراس مقدمات العلوم. وقد تمیز بذکائه وتفوقه علی أقرانه فی تحصیل العلوم کما ذکر فی سیرته الذاتیة فی کشف المحجة: «فإننی اشتغلت بعلم الفقه وقد سبقنی جماعة إلی التعلیم بعدة سنین فحفظت فی نحو سنة ما کان عندهم وفضلت علیهم بعد ذلک بعنایة رب العالمین». ویعبر عن دراسته الفقه بأنّه رأی نفسه مستغنیا عن الأستاذ بعد سنتین ونصف من تعلمه. إنه سکن فی بغداد فیما بعد واشتغل بتحصیل العلم والتدریس هناک وبعد سنوات عاد إلی الحلة وطلب منه علماء هذه المدینة أن یتصدی منصب الإفتاء لکنه رفض السید المنصب بما أنه کان فی البحث عن تهذیب النفس وابتعادا عن الدنیا والتحذر من أن یضلّ الناس بقوله شیءا خطئا.
ومضافا إلی أنه کان فقیها شهیرا وما ألّف کثیرا فی الأدعیة والزیارات وما روی کثیرا من الأحادیث، کان أدیبا قیّما وشاعرا حازقا ضمن زهده وعرفانه وتقواه.
*مشايخه
إنه درس عند جدّه السيد موسى بن جعفر وجدّه لأمّه ورّام بن أبي فراس الحلي وکما عدّ المحدث النوری عشرة أشخاص من أساتذته فی الإجازة أو من نقل عنه الروایة فی خاتمة مستدرک الوسائل، مستندا إلی المصادر وهم:
الحسین ابن احمد السوراوی، علی بن یحیی بن علی الخیاط، أسعد بن عبدالقاعر الشفروة، نجیب الدین بن نما الحلی، السید فخار بن معد الموسوی، محمد بن معد، حسن بن الدربی، سالم بن محفوظ، محمد بن عبدالله ابن زهرة، یحیی بن محمد السوراوی.
*تلامذته
تمكن السيد بن طاووس من تخريج الكثير من العلماء والفضلاء، منهم:
والد العلامة الحلي الشيخ سديد الدين الحلي، العلامة الحلي، الحسن بن داود الحلي، عبد الكريم بن أحمد بن طاووس، علي بن عيسى الإربلي.
*مؤلفاته
صنّف السيد بن طاووس ما يقرب من خمسين مؤلفاً أغلبها في الدعاء والزيارات، وكان عنده مكتبة تحتوي على 1500 كتاب انتهل منها في تدوين مصنّفاته، وقد طبع الكثير من مصنفاته وما يزال البعض الآخر منها مخطوطات لم تطبع. ومن أبرز مؤلفاته:
كشف المحجة لثمرة المهجة؛ تتمات مصباح المتهجد (تکملة علی کتاب الشیخ الطوسی)؛ مصباح الزائر وجناح المسافر؛ الملهوف على قتلى الطفوف (المعروف باللهوف وذکر فیه ما حدث للإمام الحسین فی کربلاء)؛ مهج الدعوات ومنهج العبادات؛ فلاح السائل (فی أعمال الیوم کله)؛ زهرة الربیع (فی أعمال الأسبوع)؛ الدروع الواقیة (فی أعمال الشهور)؛ إقبال الأعمال (فی أعمال السنة).
*وفاته
عاد السيد بن طاووس في الأيام الأخيرة من حياته إلى موطنه الأم الحلّة لتكون آخر موطن يقطنه قبل وفاته في الإثنين الخامس من ذي القعدة سنة 664 هـ عن عمر ناهز الخامسة والسبعين، ورغم أنه قد ذكر في كتاب فلاح السائل ونجاح المسائل بأنه أشرف على حفر قبره بجوار مضجع أميرالمؤمنين إلا أنه بحسب ديوان الوقف الشيعي في العراق يقع مزاره في مدينة الحلة واحتمل بعض أنه ولده رضی الدین علی بن علی بن موسی الذی مشترک الاسم والکنیة مع أبیه.