printlogo


printlogo


حل المشاكل الفلسطينية من وجهة نظر المرحوم آية الله كاشف الغطاء(قد)


يرى آية الله السيد محمد حسين كاشف الغطاء أن قضية احتلال فلسطين مشكلة مهمة ظهرت في ظل تواجد المستعمرين الغربيين (إنجلترا وأمريكا) وعلى جميع المسلمين أن يفكروا في حل لها. ويجب ألا يُحذف هذا الموضوع من قائمة الأعمال حتى يغادر اليهود أرض المسلمين ويتم تحرير فلسطين من براثن الكيان الصهيوني. ومن أجل تحقيق هذا الهدف ينبغي عليهم، في أقوالهم وأفعالهم، أن ينشروا الآية الكريمة «اشداء على الكفار رحماء بينهم» بين شعوب المسلمين وبين أصدقاء الإسلام، حتى تُبعد حكومات المسلمين الضعف والهوان عن نفسها أمام المستعمرين، ويحقق الشعب المسلم وحدته أيضاً.
رأى المرحوم السيد كاشف الغطاء أن المسلمين قد وقعوا تحت حكم أقلية اليهود وأسرهم وتحملوا مشقات كثيرة، ولذلك و بحكم واجب المرجعية والمقام المعنوي  اللذين حازهما، لبى نداء المظلومين وأسرى المسلمين، وحتى آخر حياته لم يتلكأ قلمه عن خدمة الشعب ولم تحيد قدماه عن طريق الحرية الأبي، واستمع لصرخات الشعب العراقي، ومعاناة اللاجئين الفلسطينيين، وضجيج شعوب إيران ومصر وتونس والمغرب والجزائر، وأخرجه ذلك من زاوية العزلة الهادئة وكومة الكتب و.. إلى مشهد الصراع الدموي والعاطفي، ولكي ينقذ المسلمين والشعوب والبلاد، واجه العدو بقلم أحدّ من السيف، وكلام أبلغ من المدفع، وأيقظ ضمائر الناس، وأنار طريق الخلاص بنور روحانيته.
 
*العوامل الثلاثة التي أدت لتشكيل إسرائيل
جاء في جزء آخر من هذا المقال: إن نشأة الصهيونية، من وجهة نظر المرحوم كاشف الغطاء، هي مشكلة العالم الإسلامي برمته، وهي مشكلة ناجمة عن الظواهر الثلاث: الاستعمار، وعدم الوحدة بين المسلمين، وضعف الحكومات الإسلامية. لكن العامل الأهم كان هو الخلاف بين العرب والمسلمين بعد الحرب العالمية الثانية، والذي تسبب في نكبة فلسطين وتشكيل حكومة إسرائيل الغاصبة.
وإن إسرائيل هي بمثابة حريق يجب إما القضاء عليه وقطع طريقه أو تركه ليحرق كل شيء في طريقه. إن إسرائيل مثل المرض المعدي، إما أن تتم مكافحته أو تركه ليقوم باستئصال بذور الحياة البشرية الواحدة تلو الأخرى.
إن مشكلة فلسطين في الوقت الحاضر، بعد أن اعترف العديد من الحكومات بالوضع القائم، أصبحت معقدة وحلها يتطلب الكثير من الحكمة واليقظة والصبر والشجاعة، ولمعالجة هذه المشكلة، علينا أن نأخذ في الاعتبار عدة قضايا مهمة.
 
*تجنب المؤامرات البريطانية والأمريكية
وفي جزء آخر من المقال، أشير إلى حلول المرحوم كاشف الغطاء في محاربة الكيان الصهيوني، وقد جاء فيه ما يلي: علينا أن نتجنب الوعود والتهديدات والكلمات الفارغة، وأن نحذر من مؤامرات الإنجليز والأمريكيين وإبطال دعايتهم. فإنهم يريدون تقديم المسلمين كمعتدين ومنتقمين؛ في حين أنهم انتهكوا ولا يريدون إلا حقهم.
وأضاف: أساس مصيبتنا فيما يتعلق بإسرائيل هو من إنجلترا التي خلقت إسرائيل، وأمريكا التي دعمتها وساعدتها. فالتخلص من شر إسرائيل يعني التخلص من شر الاستعمار. وإذا أصبحت البلاد الإسلامية مستقلة تماماً وجاءت حكومات نزيهة وصادقة لتوحيد الصف والتعاون مع بعضها البعض والاتحاد وتجهيز نفسها للقضاء على خطر (الاستعمار وإسرائيل)، فسيكون من الممكن التخلص من شر إسرائيل. وسيتم القضاء على إسرائيل دون أن تتحمل الكثير من المعاناة وسوف تستسلم لمطالب المسلمين حتى بدون حرب وقتل وغارات. ولذلك، لن يكون من الممكن إيقاف تقدم إسرائيل، أو ردعها، إلا بتكاتف المسلمين ووحدتهم.
 
 
*التضامن والنضال
وجاء في جزء آخر من هذا المقال، مؤكدا على ضرورة الحفاظ على الوحدة والتضامن بين المسلمين، من منظور السيد كاشف الغطاء (رض): لابد من اتخاذ إجراءات عملية؛ ولذلك، وبعد المشاكل التي طرأت على العالم الإسلامي، فمن واجب جميع المسلمين الحضور إلى ساحات القتال حتى يقفوا جنباً إلى جنب مع إخوانهم المسلمين الفلسطينيين. ومن ليست لديه القدرة على الحضور إلى ساحات القتال ولا يستطيع الانضمام إلى إخوانه، فيمكنه المساعدة من خلال جمع التبرعات النقدية وغير النقدية؛ وهذا واجب شرعه الإسلام على كل ذي مال. كما أنه يجب على كل مسلم أن يدعو ويتضرع في كافة المساجد والأماكن المقدسة لتحرير فلسطين، من أجل استئصال جرثومة الفساد هذه، وأن يسأل الله أن يجمع شمل المسلمين والحكومات على هذا النحو.
 
*المشكلة الرئيسية هي وجود المستعمرين
بحسب آية الله الراحل السيد كاشف الغطاء، فإن مشكلة مسلمي العالم ليست مشكلة اللاجئين المسلمين الفلسطينيين واحتلال أراضيهم من قبل الكيان الصهيوني فقط؛ بل يعتقد أنّ  مشکلة  وجود الكيان الصهيوني، لن تنتهي بزوال هذا الكيان؛ مادام أن المشكلة الأساسية، وهي وجود المستعمرين، لا تزال قائمة. وقد كان وجود المستعمرين هو الذي أدى إلى قيام الكيان الصهيوني وتعزيزه. وكانت هذه الحكومات هي المرتكب الرئيسي للجرائم في فلسطين؛ لأن اليهود بدعم من المستعمرين سمحوا لأنفسهم بارتكاب مثل هذه المآسي في قلب بلاد المسلمين.
 
*الطريق للخروج من هذه المعضلة
يتساءل المرحوم كاشف الغطاء عن السبب الرئيس لخلق مشكلة إسرائيل، ثم يعرب عن الحلول التالية:
1. تجنب حكومات المسلمين الوعود والتصريحات الفارغة.
2. اليقظة ضد دسائس المستعمرين ودعاياتهم.
3. وحدة المسلمين ضد الكيان الصهيوني.
4. حل الخلاف الداخلي بين الدول الإسلامية.
 5. تجهيز جبهة المسلمين مادياً واقتصادياً ومعنوياً ضد الكيان الصهيوني.