printlogo


printlogo


السيد جواد الحسيني العالم الديني في حوزة النجف الاشرف للوفاق:
على العلماء التصدي لإنحرافات الملحدين والمتطرفين

 
الحرب الفكرية مصطلح حديث يعني مجموعة الجهود التي تقوم بها أمة من الأمم للاستيلاء على أمة أخرى، أو التأثير عليها حتى تتجه وجهة معينة، وهو أخطر من الغزو العسكري، لأن الغزو الفكري ينحو إلى السرية، وسلوك المآرب الخفية في بادئ الأمر، فلا تحس به الأمة المغزوة ولا تستعد لصده والوقوف في وجهه حتى تقع فريسة له، وتكون نتيجته أن هذه الأمة تصبح مريضة الفكر والإحساس تحب ما يريده لها عدوها أن تحبه، وتكره ما يريد منها أن تكرهه. محاولة التأثير على المواطن العادي عن طريق الإعلام ‘التلفاز’، ووسائل الأنباء والتواصل حيث أنها تقوم بإدخال فكرة معينة إلى عقل المواطن تجعله يصدقها بشكل من الأشكال.
هدفهم في ذلك أيجاد صراع بين المجتمعات وصراع داخل المجتمع نفسه عن طريق تقسيم الشباب إلى أتباع العديد من المنظمات المتعددة الأفكار لإضعاف دور الشباب في المجتمع ولإشغالهم عن إتباع المتطرفين وإيجاد صراع بين الشعب والحكومات الظالمة المستبدة حول الديمقراطية وحقوق الإنسان وحقوق المرأة والإعلام وحرية الصحافة والمساواة بين الجنسين والقضاء المستقل والمجتمع المدني وهم على علم بان الحكومات العربية ترفض كل الرفض هذه الحقوق والمطالب، وفي هذا الصدد اجرت صحيفة الوفاق حواراً مع السيد جواد الحسيني العالم الديني في حوزة النجف الاشرف وفيما يلي نص الحوار:
*كيف استطاعت الحرب الفكرية التأثير على الشباب؟
أتت هذه الحرب الفكرية من منطلق ان الشباب لابد ان يكون مفكراً وهم دخلوا الى الشباب بطرق مختلفة بحجة التفكير أو التنوير او التطور والى غير ذلك من الامور السطحية هذه الامور السطحية اثرت على الشباب كثير جدا مما ادى الى انزلاقات والى شطحات فكرية اخذوا يبعدون الشباب عن الدين والعقيدة والمبدأ اخذوا يركزون على المسائل الخلافية اخذوا يركزون الشبهات العقائدية وبثها مما ادى الى ان يكون الشباب في عرضة الهلكة لأنه لم ينهلوا من منهل العلم الصحيح ولم يذهبوا الى منابع العلم الصحيحة ولم يذهبوا الى المراجع المتمثلة باهل العلم والحوزات العلمية الشريفة فلو ان هؤلاء الشباب التفوا حول قادتهم الشرعيين، حول مراجعهم، حول حوزاتهم راجعوا كتبهم الاصيلة المنابع لما تعرضوا الى هذه الهجمة.
*هل تتحمل الأسرة المسؤولية عن انحراف الشباب؟
نعم الاسرة هي في مقام الارشاد والصلاح والتربية لابد على الابوين ان يتحصنا بالأخلاق والكمالات الروحانية المستندة على القرآن الكريم وروايات اهل البيت (ع) من اجل ان يكون اولادهم على هذا السير وعلى هذا المسلك اغلب الاولاد بل جلهم يأخذون هذه الافكار من آبائهم، فان كان الابوين هم بعيدان عن ساحة التكامل الساحة الالهية، الساحة الاسلامية فان هذا يؤدي بالأولاد الى شطحات والى فراغ، عندما يرى الاولاد ان ابواه غير قادرين على توصيل الفكر الاسلامي له او الابوان خاليان من التفكير الاسلامي فان هذا يؤدي الى فراغ عقائدي بهذه الاسرة مما يؤدي الى هجوم افكار دخيلة على هذه الأسرة، فان هجمت على هذه الاسرة فأنها سوف تجعلها اسرة موبوءة ومن الاوبئة الخطرة الاوبئة الفكرية تهجم على هذه الاسرة فتأخذ ما تريد.
*إلى أي مدى تتشابه الأسباب التي تؤدي إلى ظهور الإلحاد والتطرف؟
 الإلحاد والتطرف ركيزتان اساسيتان للجهل وتجهيل المجتمع عندما يكون الشخص المقابل فارغا فكرياً وعقائدياً فان هذه الأمور سوف تتجمع عليه. تتجمع عليه افكار الالحاد يقول ان لا وجود للدين، لا وجود للعقيدة، هذا ناتج من الفكر الجهل ناتج من عدم المطالعة، ناتج من عدم الاعتبار بسنن التأريخ، ناتج عن ابتعاد اولئك الناس عن العلم والعلماء عن الاثار الطبيعية، فان الأنسان هذا سوف يأتي بأمور وتسمى بالإلحادـ، والكثير من الملحدين عندما فكروا مليا وجدوا بأن للعالم هذا خالق كبير كريم عظيم قادر مقتدر، وخصوصا اولئك اللذين ذهبوا الى الفضاء يتحدثون ويقولون ان كثير من العلماء الملحدين هم من الفيزيائيين عندما نظروا الى معجزات المنظومة الكونية والمجرات وتلك النقاط المتناهية الدقة، رجعوا الى الارض وهم يفكرون بأن هذا الشيء له خالق هذا الشيء لم يأت عبثا وانما مرتكز على خالق عظيم مبدع كريم قادر.
واما المتطرف فانه يأخذ العلوم من اناس جاهلين من اناس اصحاب مآرب نفسية مآرب شهوانية مآرب انتقامية اذا غذي ذلك الشخص بهذا الفكر الدخيل على الاسلام المسمى بالتطرف فان الانسان سوف يكون متطرفا، وهذا التطرف يكون نتيجة العناد، نتيجة التضليل الابتعاد عن العلم والعلماء، التطرف نتاجه قتل الآخرين الغاء الآخرين، انتهاك الآخرين، اغتصاب حقوق الآخرين، هذه المصاديق كلها تنتج من التطرف.
*ما هو المنهج الصحيح لمواجهة التطرف؟
الطرق الصحيحة والطرق السليمة والمسالك المرشدة هي اتباع ارشادات واوامر اهل البيت (ع)، اتباع وارشادات القرآن الكريم، التمعن بالقرآن الكريم، التمعن بروايات اهل البيت (ع)، الالتفاف حول القيادة الصالحة للمراجع الكرام، اتباع الحوزات العلمية فلا تقول قولا ولا تفعلوا فعلا الا بعد مراجعة الحوزة العلمية الشريفة هذه الأمور الحوزة العلمية هي متكفلة في بناء الانسان، الانسان لابد ان يكون في مصنع الحوزة فان الحوزة ستصنع من الانسان انسانا كاملا انساناً قويما انسانا يتصل بالسماء، لان الحوزة أخذت على عاتقها ان تبني المجتمع.
*كيف يتصدى العلماء للحروب الفكرية التي تشوه صورة الإسلام؟
العلماء في هذه المرحلة يجب ان يكثفوا الجهود الكبيرة وذلك من اجل التصدي لهذا الجرف الهائل لهذا التيار الكبير من التشكيكات من الانحرافات من التطرف من الإبادة، العلماء يجب أن يسعوا في تثقيف المجتمع اكثر واكثر وذلك في اقامة الدروس في المساجد في الحسينات في الجامعات في تأليف الكتب في وسائل التواصل الاجتماعي وهذا التواصل الاجتماعي من الضروري ان يكون لعلماء الدين والخطباء يجب ان يكون لهم السيطرة التامة على هذه الوسائل الاجتماعية لان المجتمع من الطفل الى الكبير فانه يقتني هذه التواصل الاجتماعي. فلابد من رجال الدين للباحثين للعلماء للمفكرين لإصحاب الشأن الذين اخذوا على عاتقهم هداية المجتمع ان يسيطروا على هذه المراكز وهي مراكز التواصل الاجتماعي من اجل ان يكونوا في حالة تماس مع المجتمع، في حالة تماس مع الشباب، في حالة تماس مع الافكار الدخيلة على الاسلام. اذن تقع على عاتق العلماء مسؤولية كبيرة من اجل الحفاظ على الانسان وقيم الانسان ومبادئ الانسان. الحرب الفكرية والثقافية تستهدف قيم ومبادئ الإنسان المؤمن.
*ما هو دور وسائل التواصل الاجتماعي في مواجهة الافكار المظللة؟
التواصل الاجتماعي لابد ان يفّعل بالشكل الصحيح لابد ان تقوى تلك الصفحات الاسلامية العقائدية الفكرية الأخلاقية، لابد ان تأخذ الحيز الاكبر في هذا العالم، العالم الافتراضي عالم التواصل الاجتماعي كما قلت في النقطة السابقة فانه من الصغير الى الكبير يقتني مواقع التواصل الاجتماعي، وان مواقع التواصل الاجتماعي في حالة تواصل من الليل الى النهار بلا انقطاع ابدا اذن لابد من مواقع التواصل الاجتماعي ان تنشط اكثر فاكثر، ان تغذي المجتمع اكثر فاكثر حقيقة ًالان اغلبية المجتمع يتربى على وسائل التواصل الاجتماعي من خلال ما يبث من خلال مواقع التواصل الاجتماعي فانه من خلال ذلك يتربى المجتمع اذن فلابد ان تكون للمواقع الاسلامية العقائدية الأخلاقية الأنسانية يجب ان يكون لها الحيز الأكبر من أجل ان تأخذ اكثر واكثر من الشباب، وان تحافظ على الشباب وعلى الاسلام وعلى المسلمين وعلى الأسس الاجتماعية السليمة.
*كيف يمكن أن تنهض الأمة من جديد؟
هذه الأمة لا تقدر على النهوض الاً بقيادة صالحة ان تلتف حول قيادة مرشدة صالحة هذه القيادة المرشدة والصالحة هي التي تغذي المجتمع بالفكر والمبادئ والعقيدة من أجل بث الروح فيه من جديد والحمد لله نحن نستشعر هذه القيادة الصالحة بوجود الامام الخامنئي دام ظله العالي كما ان الأمة استفادت من وجود وبركات الامام الخميني(قد) وثورته المباركة حيث نرى الان العالم الاسلامي كله يستظل بظل هذه الحكومة الاسلامية والثورة الاسلامية التي انطلقت بيد الامام الخميني(قد) لذلك الان نجد في الكثير من الدول الافريقية والاوربية وغيرها من الدول اغلب الذي يدخل الى الاسلام فانه يتنور بنور فكر الامام الخميني(قد) وبفكر القائد الخامنئي دام ظله الشريف، نعم هذا المجتمع لابد ان يلتف حول القيادة الصالحة من أجل ان يكون مجتمعاً صالحاً مؤمناً رصيناً يواجه الأفكار المنحرفة والان نجد حسب ما سمعنا قبل كم يوم ان الرئيس الروسي بوتين يقول انا اتابع خطابات الامام السيد الخامنئي دام ظله الشريف اول بأول حتى التمس منه العلم والفهم والتمس منه ايضا بانه رجل عصري ورجل يفكر بكل دقة وبكل جدية ويفهم الامور وواقع الامور لأنه ينظر ببصيرة تامة فهذه القيادة الصالحة هي القادرة على النهوض بالمجتمع.
*كيف نأخذ بأسباب التقدم والازدهار
عندما نرفض الجهل اولا، وثانيا نرفض التبعية للغرب والأستعمار، عندما نعتمد على انفسنا نعتمد على علمنا وعلمائنا، نعتمد على القرآن الكريم، نعتمد على روايات اهل البيت(ع)، نعتمد على قيادتنا الصالحة المرشدة الناظرة بعين الله فان مجتمعنا سوف يتقدم اكثر فاكثر، وخير دليل ما يجري الان في الجمهورية الاسلامية الايرانية فأنها رغم الحصار عليها منذ اكثر 44 عاماً حاصرهم العالم كله فلم يبق لهم الا الأمل بالله والأعتماد على قيادتهم والأعتماد على ايمانهم وعقيدتهم فادى بهم الى التطور اكثر فاكثر، تقدم الشعب الايراني اكثر فاكثرـ لماذا لأنه اعتمد على ثورته المباركة ثورته المتصلة بالسماء ورفضه للجهل. حقيقة الشعب الايراني شعب مفكر شعب مبدع، شعب علماء، شعب متطور شعب مبدع، وثانيا رفضه للتبعية الغربية لم يتصل بالغرب لم يتصل بالمستعمرين قطع علاقته كاملا بالأمريكان والبريطانيين فادى به الى التطور عكس الدول التي جعلت مصيرها مرتبطاً بالغرب وبالمحتلين وغيرهم فأدت بهم ان ينزلوهم الى الحضيض من الجهل الى الدرك الاسفل ، اما الشعب الايراني لأنه تمسك بالمبدأ الصحيح تمسك بقيادته تقدم اكثر فاكثر انا شاهد على التطور والتقدم الذي يحصل في ايران، المجتمع عندما يرفض التبعية الغربية ومتمسك بمبدئه وعقيدته وهذا المصداق الحقيقي نراه في الشعب الايراني لذلك نحن في العراق أو في البلدان الاخرى، عندما نزور ايران نقول ما شاء الله تعالى منذ الحصار منذ 44 عاما لكن نجد بان الجمهورية الاسلامية الايرانية في حالة تطور وفي حالة ازدهار ولم يمنعها ذلك من التراجع.
المصدر: الوفاق