علماء وأعلام
العلامة السيد محمد حسين الطباطبائي(قد)
ولادته ونسبه
ولد العلامة الطباطبائي في أواخر ذي الحجة سنة 1321 ق في منطقة (شاد آباد) إحدى توابع محافظة تبريز الإيرانية في أسرة عرفت بالعلم، حيث اشتهرت أسرته منذ القدم بالفضل والعلم والرياسة، وكانت سلسلة أجداده الأربعة عشر الماضين من العلماء المعروفين فيها. تنتهي سلسلة نسب العلامة الطباطبائي من جهة الأب إلى الإمام الحسن المجتبى(ع) عن طريق إبراهيم بن إسماعيل الديباج، فيما ينتهي نسبه من جهة الأم إلى الإمام الحسين(ع). توفيت والدته وهو في الخامسة من عمره فيما توفي والده عندما بلغ التاسعة فعاش يتيم الأبويين هو وأخوه الأصغر السيد محمد حسن.
*سيرته
العلامة محمد حسين الطباطبائي ، ولد (ره) يوم 29 من شهر ذي الحجة الحرام ، سنة 1321 هجري قمري (17 اذار/مارس 1904) ، بمدينة تبريز ،شمال غرب ايران. والده السيد محمد القاضي الطباطبائي (ره) نشأ في أسرة كريمة معروفة في يزد (ان لم نقل في المشرق الإسلامي) بالعلم والمعرفة وقد نشب منها علماء ومفكرون كبار. يصل نسب السيد العلامة (ره) من جهة أبيه إلى الإمام الحسن المجتبى (ع) ومن جهة أمه إلى الإمام الحسين (ع) ومن هنا فقد حظي بالانتساب إلى سيدي شباب أهل الجنة.
نشأته:
ترعرع العلامة محمد حسين الطباطبائي (ره) في عائلة علمائية ، معروفة بالتقوى والورع والتزامها بالدين وخدمة المستضعفين، في جو مفعم بالإيمان تجري فيه ينابيع المحبة والود والتآلف والأنس، لم يمض من عمره (ره) خمسة سنوات ،حينما توفيت أمه (ره)، و في التاسعة من عمره الشريف انتقل والده (ره) الى رحمة ربه، عاش السيد الطباطبائي طفولة صعبة للغاية فقد مر بمشاكل وعقبات، في بداية مسيرته منعته من الذهاب إلى المدرسة،الى أن بلغ التاسعة من عمره الشريف.
*دراسته:
ظل السيد (ره) بعيداً عن تعلم القراءة والكتابة ،فترة من الزمن وفي سن التاسعة. بدأ العلامة(قد) من سنة 1330 وحتى 1336 هـ إلى جانب أخيه بتعلم القرآن الکریم ، ثم درس جملة من الكتب منها ،كتاب گلستان وبوستان سعدي ،ونصاب الصبيان ،وأخلاق ناصري ،وأنوار سهيلي وتاريخ العجم ،ومنشآت أمير نظام ،وإرشاد الحساب عند الأديب البارع الشيخ محمد علي السرائي ،كما أخذ فنون الخط على يد الأستاذ الميرزا علي نقي الخطاط.
انتقل العلامة (ره) الى المدرسة الطالبية في سنة 1337 هجری قمری «وبقي فيها مدة من الزمن تعلم خلالها علوم اللغة العربية ،كما درس العلوم العقلية وتعلم الفقه والأصول الى سنة 1344 هـجری قمری.
اقترنت هذه المدة التي طالت أربعة سنوات بشيء من الكلل والملل والإعراض عن الدراسة وعدم الرغبة في تحصيلها ،على حد تعبير السيد العلامة(قد) حتى أنه عندما سقط في امتحان كتاب السيوطي ،وقوبل بعتاب أستاذه ،خرج من مدينة تبريز ،مستاءا متألما ، بيد أنه ،ولعمل قام به ،سرعان ما غمرته العناية الربانية ،واشتعلت في نفسه رغبة قوية ، لتحصيل العلوم الدينية ، وشوق وتوق بالغ لإكتساب المعارف الإلهية ،ومن حينها وحتى نهاية دراسته التي طالت زُهاء 18 سنة ،لم يصبه شيء من السأم ولم يشعر في نفسه عن الدراسة من الملل وتكبد التعب و تَحَمَّلَ النصب ،وتَجَشَّمَ عناء التعلم وصبر على ذله ، فكان يسهر الليالي في المراجعة والتحضير والمطالعة.
فأدى به هذا اللطف الإلهي أن يجتاز كل عقبة واجهته وكل عثرة مثلت أمامه ، وكانت هذه الرعاية الربانية ،تسايره وتواكبه طيلة حياته فكان يشعر دوماً بقوة غيبية تنجيه من كل مزلق وتكشف عنه كل مأزق وتهديه إلى حيث الغاية والمقصد.